غواص مصري وطبيب أسترالي.. أبطال مجهولون في عملية «أطفال الكهف»
اهتمت وسائل الإعلام الدولية والعربية بعملية البحث والإنقاذ عن "أطفال الكهف" في تايلاند، ولم تخل وسيلة من عنوان متعلق بالواقعة التي جذبت أنظار العالم.
وركز الإعلام اهتمامه على الأطفال ولاحقتهم الكاميرات إلى المشفى أثناء وضعهم تحت الرعاية الطبية للاطمئنان على حالتهم الصحية بعد انتهاء أزمتهم.. لكن الأبطال الحقيقيين –فريق الإنقاذ- لم ينل حظه من الشهرة على غرار أطفال فريق الكرة ومدربهم.
الغواص المصري خالد زكي
من بين هؤلاء، غواص مصري يدعى خالد زكي، شارك في عملية الإنقاذ، فضل العمل في صمت ولم يهرول خلف الشهرة مستغلا الحدث، باستثناء بعض المنشورات على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" كشف خلالها طبيعة مهمته في العملية.
وأكد الرئيس السابق لجمعية جنوب سيناء للغوص والأنشطة البحرية عمرو أبو الفتح، أن مصور الأعماق والمدرب العالمي خالد زكي شارك في عملية إنقاذ أطفال الكهف، موضحا أن الغواص المصري شارك بشكل تطوعي.
الطبيب الأسترالي ريتشارد هاريس
وبين الأشخاص الذين كرسوا وقتهم ومجهودهم الكامل لمحاولة إبقاء الأطفال ومدربهم على قيد الحياة وبصحة جيدة، هو الطبيب والغطاس الأسترالي ريتشارد هاريس، الذي وصل إلى عمق الكهف وقرر خوض غمار التجربة المرعبة مع الأطفال حتى النهاية.
وبينما كان هاريس يقضي إجازته السنوية على شواطئ تايلاند، قرر التطوع لمساعدة الأطفال العالقين بالكهف، وقام فورا بالاتصال بالجهات المعنية، وتمكن من الوصول إلى داخل الكهف، حيث قضى مع الأطفال 3 أيام.
وقام هاريس بفحص الأطفال وبتحديد الأضرار الجسدية التي تعرضوا لها جراء النقص في أشعة الضوء والأكسجين، وهو من حدد أيًا من الأطفال سيخرجون أولا، وفقا لحالتهم الصحية.
وتمت عملية الإنقاذ تحت إشرافه الطبي، وأصبح اليوم من «أبطال عملية الإنقاذ الشجاعة»، وفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
لكن احتفالات هاريس بخروج الأطفال مع مدربهم بخير لم تكتمل، حيث انصدم الطبيب الأسترالي المتعدد المواهب، بوفاة والده اليوم الأربعاء.
وأفادت وزيرة الشئون الخارجية الأسترالية جولي بيشوب بأن هاريس «كان جزءا لا يتجزأ من عملية الإنقاذ المتقطعة»، وذكرت أنه لم يغادر للحظة مكان الحادثة، وبذل كل جهوده داخل الكهف وخارجه للمساعدة في المهمة.
وأضافت أن الطبيب كان معروفا دوليا بخبرته في إنقاذ الأشخاص العالقين داخل الكهوف والأماكن الضيقة.