رئيس التحرير
عصام كامل

«سربرينيتسا».. مجزرة للذكور واغتصاب مسلمات مدينة كاملة (صور)

فيتو

شهد صيف 1995 أكبر مذبحة لمسلمي أوروبا في القرن العشرين، حيث ارتكبت القوات الصربية، مجزرة سربرينيتسا، ضد مسلمي البوسنة والهرسك، والتي راح ضحيتها 8 آلاف و372 بوسنيا غالبيتهم من الرجال والأطفال، بجانب نزوح عشرات الآلاف من المسلمين من المنطقة، مازالت ذكراها قائمة حتى الآن.


الإبادة الجماعية
وسربرنيتسا "مدينة الفضة"، الواقعة في أقصى شرق البوسنة محاطة بمدن أخرى وبلدات استولى عليها الصرب في مرحلة مبكرة من الصراع، ولجأ إليها الآلاف من المسلمين «البشناق» الهاربين من بطشهم في المدن الأخرى، وبسبب ذلك تضاعف عدد سكان المدينة من 7 آلاف شخص إلى 30 ألفا، عانى لاجئوها الجوع والبرد القارس، كما تعرضوا لاعتداءات متكررة من القوات الصربية.

ولكن جاء شهر يوليو 1995 ليشهد المشهد الدموي الأكثر سوداوية في تاريخ أوروبا، حيث، أصدرت هيئة أركان الجيش الصربي، أوامرها لجنودها بقيادة راتكو ملاديتش، بتطهير جماعي عرقي ضد المسلمين «البوشناق».

قتل واغتصاب
بعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، في 11 يوليو 1995، عزلت الذكور بين 14 و50عامًا عن النساء والشيوخ والأطفال، ومن ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و50 عاما ودفنهم في مقابر جماعية، بجانب عمليات واسعة لاغتصاب النساء.

وارتكبت القوات الصربية خلال أيام إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، راوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات آلاف البوسنيين إلى القوات الصربية.

كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق المسلمين إبان فترة "حرب البوسنة" التي بدأت عام 1992، وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

أقمار صناعية أمريكية
بعد شهر من مذبحة يوليو بعد الابادة الجماعية وتهجير الآلاف بسبب القوات الصربية، قامت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك مادلين أولبريت بعرض صور ملتقطة بواسطة أقمار صناعية تظهر فيها مكان دفن آلاف المسلمين الذكور من البوسنة، والذين تم دفنهم في حقل زراعي قرب بلدة "نوفا كسبا" والتي تبعد 19 كيلو مترا من "سربرنتسا".

نقطة سوداء
وفي عام 2005 قال الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك السيد كوفي عنان في رسالة الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية، أن اللوم لا يقع على أولئك الذين خططوا ونفذوا المذبحة والذين ساعدوهم لكنه يقع أيضا على الدول الكبرى والأمم المتحدة كونها فشلت في اتخاذ إجراءات كافية قبل وأثناء وقوع المجزرة، مما سيجعل ذلك نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة.

مسيرة سلام
يشارك الآلاف في البوسنة والهرسك في مسيرة السلام السنوية، التي تمر من الطريق الذي استخدمه أهالي "سربرينيتسا" عام 1995 للهرب من المذبحة، عبر الغابات بداية من بلدة " نزوك"، باتجاه سربرينيتسا في الطريق الذي يطلق عليه السكان المحليون "طريق الموت".

الجريدة الرسمية