عفوا معالى الوزيرة!
كنت أتصور أن تركز معالى وزيرة الصحة جل جهودها، وكل وقتها على إيجاد حل للمشكلات الصحية الكبيرة التي يعانى منها مجتمعنا، والتي تتمثل في نقص ما نحتاجه لعلاج المرضى بدءًا من غرف الرعاية المركزة والأسرة في المستشفيات، وعدم توافر المعايير العالمية في مستشفياتنا، وحتى انخفاض مستوى الرعاية من قبل أطقم التمريض في هذه المستشفيات، وسوء الخدمة في مراكز ومستشفيات التأمين الصحى..
فضلا عن تأخر تنفيذ مشروع التأمين الصحى الجديد، كما كان مقررا في بداية هذا الشهر بمدينة بورسعيد، وليس انتهاء بارتفاع أجور الأطباء ونقص العديد من الأدوية.. غير أن الوزيرة بدلا من أن تهتم بذلك، والذي يعد الأولوية الأولى لها وللحكومة كلها خرجت علينا بقرار تم تعميمه على المستشفيات بإذاعة السلام الجمهورى كل صباح مع قسم الأطباء!
يا معالى الوزيرة أفهم أن تهتمى بالسلام الجمهورى وقسم الأطباء، ولكن كان يتعين أن يتم ذلك بعد أن تكونى مضيت قدما في إنجاز أمر ملموس في حل مشكلات قطاع الصحة أو بعضها على الأقل، خاصة وأنك توليت منصبك لذلك أساسا، وقد كرر الرئيس السيسي عليك ذلك منذ بضعة أبام عندما وجه بالقضاء على قوائم الانتظار في المستشفيات في علاج المرضى، كما فعلنا مع مرضى فيروس سى.
لو ركز كل مسئول في بلادنا جهده في اختصاصه لأنجزنا الكثير، وذلك لا يعنى المصادرة على أي وزير في أن يدلي بدلوه في اختصاصات الآخرين بعد ذلك، خاصة وأن المسئولية الوزارية تضامنية.. وهذا ما يعنيه فقه الأولويات يا معالى الوزيرة.