رئيس التحرير
عصام كامل

داخل عقار حدائق القبة المنهار.. رحلة بحث عن الذكريات (صور)

فيتو

عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا.. هزة بسيطة تضرب العقار رقم 1 الكائن بشارع أمين مروان بمنطقة حدائق القبة.. إحساس وصل إلى سكانه كأنه زلزال ضرب معالم القاهرة.. خطوات أقدامهم تتحرك نحو شرفات المنازل متابعين ما يحدث بعد مرور لحظات من إلقاء النظرات هنا وهناك.. عقولهم توقفت عن التفكير.. العقار يميل يمينا ويسارا.. صور الذكريات ولعب الأطفال بدأت تتناثر داخل شقق العقار أصوات الخوف تتعالى في أصداء العقار الخوف بدأ في تملك سكانه مطالب جماعية من الجيران والأصدقاء تطالبهم بترك منازلهم والخروج من العقار.



لحظات ووصلت سيارات الإسعاف ومجموعة من أفراد الشرطة وعدد من المسئولين بالحي إلى مكان الحادث، الجيران والأصدقاء يواسون المتضررين يقدمون لهم أكوابا من المياه وقطعا من الخبز يوجهون لهم الكلمات التي تطالبهم بالصبر على ما أصابهم، دموع ونظرات الحسرة تسيطر على الرجال والسيدات الأطفال تتحرك نحو العقار المنهار يرفعون الصخور أملا في إيجاد لعبتهم المفضلة التي اختفت بين الصخور.


صورة فرحي وهدايا زوجى في الخطوبة وملابس أطفالى الصغار التي كانت لا تتعدى أعمارهم الـ 10 سنوات وحاجات من ذكريات أمى التي تركتها لى قبل أن تتوفى... هذه كانت أبرز الأشياء التي بحثت عنها أم ضحى بين الحجارة في عقار حدائق القبة قسط من الراحة أخذته السيدة الثلاثينية على إحدى الصخور لتقول:"لي حاجات فيها ذكريات جميلة جدا داخل شقتى كنت من فترة للتانية بحب أروح أمسكهم وأتفرج عليهم وهما راحوا دلوقتى تحت الأنقاض ومش عارفة أجيبهم إزاى دلوقتى.. لست حزينة على انهيار المكان الذي كان يحمينا أكثر من ضياع هذه الذكريات ولكن سأحاول الوصول إليها عاجلا أم آجلا".


البيت حالته كانت تعبانة وكنا بنسنده بمواسير جملة أطلقها عم مرسي بسيونى صاحب الـ 55 عاما أمام المسئولين من الحى ورجال الشرطة الذين وقفوا للاستعلام عن العقار.. وبسؤاله عن طريق رجال الحي قال لهم:"فوجئنا منذ ليلة أمس بوجود مقاول ومجموعة أشخاص يصطحبون أحد الحفارات واستقروا داخل قطعة أرض خالية التي تقع بجانب العقار وساعات وبدأوا في الحفر بطريقة غريبة إلى أن طالبنا منهم ضرورة التوقف عن الحفر خوفا من وقوع المنزل على السكان ولكن كان ذلك دون جدوى فرفضوا الاستماع لنا واستكملوا الحفر حتى بدأت الأرض في الهبوط ولاحظنا وجود العقار في حالة ميل وعندما استيقظنا في الصباح شعرنا بالهزة فتركنا العقار وخرجنا حتى سقط".


على كرسى خشبى جلس رمضان إبراهيم يصدر الأوامر لولديه بضرورة البحث على بعض أوراقه الشخصية المهمة، والتي يحتاجها في عمله مؤكدا لهم بصوت عال حياتنا كلها متوقفة على الورق ده ولازم نلاقيه مش مهم البيت وقع أهم حاجة لازم نلاقى الورق ده وبعد كده نطلع على الحى نشوف حقنا هنعمل فيه إيه أو نكلم الحى يجيبلنا شقة هذه هي كانت أبرز كلمات رمضان الذي يسكن في ذلك العقار منذ أكثر من 25 عاما.


الجريدة الرسمية