«قانون الرؤية» أبناء يدفعون ثمن أخطاء الوالدين.. أم تحرم طفلها من رؤية أبيه وتربطه بجنزير.. أب يخطف نجلته من أمها ويطالبها بنسيانها.. وطبيب: الطفل يتعرض لجمود نفسي
يظن كثيرون أن قوانين الأحوال الشخصية دائما تصب في صالح الرجل، وأن المشرع تحيز للزوج ضد زوجته، ولو أن هؤلاء أعادوا النظر في كثر من القوانين، لوجدوا أن هناك قوانين ظلمت الرجل بل جعلته ميتا على قيد الحياة، ولكن دائما يكون الأبناء هم الخاسر الأكبر.
ومن هذه القوانين المجحفة لحق الرجل قانون حق الرؤية إذ نصت المادة المضافة في القانون رقم 100 لسنة 1985، الخاص بمسائل الأحوال الشخصية، على أن «لكل من الأبوين الحق في رؤية الصغير أو الصغيرة، وللأجداد عند عدم وجود الأبوين»، وإذا تعذر تنظيم الرؤية بالاتفاق، نظمها القاضي، على أن تتم في مكان لا يضر بالصغير أو الصغيرة نفسيًا.
ولكن في تلك السنوات استغل كثير من الأهالي قانون الرؤية لارتكاب انتهاكات في حق أطفالهم، إما بالخطف أو الامتناع عن تنفيذ حكم الرؤية أو حتى تقييد الأطفال بالسلاسل أثناء فترة الرؤية لمنع الأب من خطفهم، ولكنها جميعًا وسائل تعود على الطفل بالضرر النفسي وتسبب له العديد من الأزمات.
تكبيل بالسلاسل
«ربط الطفل بالجنزير» من أبشع المواقف التي يتعرض لها الأطفال أثناء فترة رؤيته لأبيه، ما عرضه أحمد عز المتحدث باسم الآباء المتضررين من قانون الرؤية، من صورة لأم تربط طفلها بجنزير بطريقة غير آدمية لعدم رؤية والده، وقال عز إن هناك حالات كثيرة من الأطفال تتعرض للموت بسبب الإهمال من الأمهات.
وأضاف خلال حواره ببرنامج «آخر النهار» المذاع على قناة النهار ويقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، إن السيدات يقولن على الرجال إنهم بلطجية، من أجل حرمانهم من رؤية أبنائهم.
وأكد أن العلاقة بين الرجل والمرأة بعد الطلاق تتحول إلى صراع، مشيرا إلى أن الأم وحدها لا تستطيع أن تقوم بتربية طفل، وأشار إلى أن حالات الطلاق ارتفعت في السنوات الأخيرة من 64 ألف حالة إلى 250 ألف حالة هذا العام.
اقرأ: فؤاد يكشف تفاصيل حق الرؤية بعد الطلاق في مشروع قانون الأحوال الشخصية
خطف الأبناء
وعلى العكس مما سبق ومن الوقائع الموجعة أيضا، في قانون الرؤية أيضا «خطف الأبناء»، ففي مايو 2018، عرضت «فيتو» قضية لإحدى السيدات التي قام زوجها بخطف ابنته خلال قانون الرؤية.
وذكرت السيدة «هبة ثابت» لـ«فيتو»:«طليقي استغل فرصة توقيعي لدى موظف الرؤية، وانشغال الأمن بفض اشتباكات داخل الساحة وخطف نجلتي وجرى بيها وكأنه "وفص ملح وداب"، وذلك منذ سنة وحتى الآن لا أعرف شيئا عن طفلتي».
وأكدت الأم، في رحلة البحث عن «جوليا» في القاهرة وتقديم الأوراق الرسمية أنها فوجئت من ضابط الشرطة أن واقعة اختطاف طفلتها لم تكن الأولى من نوعها فكان هناك حالات كثيرة من نفس النوع لدرجة أنه قال، «العصابات تابت والأبهات اشتغلوا مكانهم ولا إيه».
الامتناع عن تنفيذ الحكم
أما الانتهاك الثالث الذي يحدث من خلال قانون الرؤية، فيتمثل في الامتناع عن تنفيذ حكم رؤية الأطفال، ففي يونيو 2017، أقام المواطن «محيى.ج» مدرس دعوى إسقاط حضانة أمام محكمة الأسرة ببنها، ضد طليقته، وتدعى«أحلام.م»، حيث امتنعت عن تنفيذ حكم رؤية لطفلها في كل مرة ينتظر رؤيته.
وحملت الدعوى رقم 343 لسنة 2017 وطالب والد الطفل آدم في دعوته: «إسقاط حضانة زوجته لأبنها لعدم تنفيذ حكم الرؤية ونقلها إليه».
وحضر جد الطفل أمام محكمة الأسرة قائلا: «ابني تزوج من أحلام، وأنجب منها طفل ونشبت بينها عدة مشكلات كان نتيجتها أقامت الزوجة دعوي طلاق للضرر، ونفقة شهرية وأقام ابني ضدها دعوى رؤية، وصدر حكم لصالحنا لكنها لم تحضر، وتنفذ الحكم عدة مرأت، وحاولنا بالتراضي بينا لكنها تجاهلتنا دون أعذار منها، ولجأت لمحكمة الأسرة بعد أن فقدت الأمل في وجود حل، ونطالب إسقاط الدعوى عنها»>
جمود نفسي
ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور عمرو يسري، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية وعلاج الإدمان، أن الصحة النفسية الإيجابية للطفل تعتمد على مبدأ الرعاية المشتركة بين الوالدين، مؤكدا على أهمية وجود تواصل حضاري بين الأب والأم بعد الإنفصال لأنه يسبب تواصل إيجابي على صحة الطفل وعلى مستوى التنشأة النفسية لهم.
وأوضح في تصريحات صحفية، أنه إذا تم فصل الطفل عن أحد أبويه يحدث نوع من الجمود في جزء نفسي بداخل الطفل، لا يمكن إشباعه باقي حياته بأي تعويض آخر.