رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب ترجح فشل المشروع الأمريكي في قطاع غزة

ترامب ومحمود عباس
ترامب ومحمود عباس

يسعى الصهاينة والأمريكيون لتمرير مشروعهم في قطاع غزة الذي يأتي في إطار صفقة القرن التي ترفضها حركة فتح وتنظر لها حركة حماس بتحفظ، بل يرى بعض قاداتها أنه لا يستهدف فلسطين فقط وإنما تقسيم المنطقة بأكملها.


رفض فتح
ومن جانبه أبلغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» بأن الدول العربية التي زارها فريق السلام الأمريكي أخيرًا، رفضت الانخراط في مشروع التسوية المسمى «صفقة القرن».

كما شدد على أن حكومته ستواصل دفع مخصصات الشهداء والأسرى بالرغم من قرار الحكومة الإسرائيلية باقتطاع هذه الأموال من الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، في وقت دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نحو التصويت على مشروع قانون «يهودية الدولة» قبل دخول الكنيست في الإجازة السنوية.

موقف عربي
وقال مسئول فلسطيني بارز لـ«الحياة» اللندنية، إن عباس أرسل موفدًا إلى الدول العربية التي زارها المستشار الخاص للرئيس الأمريكي صهره جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، موضحًا أن هذه الدول أبلغت الموفد الفلسطيني أنها رفضت الانخراط في أي عملية تسوية من دون مشاركة الفلسطينيين.

وتابع أن عباس مرتاح جدًا للموقف العربي، وأنه بات على قناعة تامة بأن المشروع الأمريكي فشل تمامًا، مضيفا: «طبعًا نعرف أن لدى الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) فريقًا مختصًا بالمنطقة، ولا مهمة له سوى العمل هنا، لكننا ندرك أن جهوده وصلت إلى طريق مسدود، وأن عليه تغيير هذه الجهود».

والتقارير الإسرائيلية تقول إن مصادر دبلوماسية عربية مطلعة على جهود البيت الأبيض في إعداد "صفقة القرن"، كشفت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعكف على إيجاد حل لقطاع غزة معتبرا إياه أول مرحلة من خطة السلام التي يعدها.

وذكرت قناة "i24 نيوز" الإسرائيلية أن نية ترامب تنفيذ خطة السلام الإقليمية بحيث يكون قطاع غزة جزءًا محوريًا منها، تأتي بسبب إصرار أبو مازن على عدم التعاون مع إدارته.

تجاهل عباس
ونقلت الصحيفة عن مسئولين عرب كبار، بمن فيهم كبار المسئولين في السلطة الفلسطينية، إنه في ضوء رفض عباس الاجتماع مع مبعوثي ترامب إلى المنطقة ومناقشة تفاصيل خطة السلام مع الإدارة في واشنطن، على الرغم من الضغوط التي تمارسها الدول العربية المعتدلة على الفلسطينيين للتراجع عن المقاطعة التي فرضها رئيس السلطة على جهود الوساطة الأمريكية، اتخذ الرئيس ترامب ورجاله قرارهم بعرض خطة سلام الإقليمية على الجمهور الفلسطيني والدول العربية من خلال تجاوز رئيس السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية الذين يتمسكون بمقاطعة الجهود الأمريكية لتحريك عملية السلام.

وتشمل الخطة تنظيم واقع الحياة في غزة وستشمل في البداية اتفاق هدنة طويل الأمد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وكشف مسئول آخر محاولات أمريكية حثيثة لإعادة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات، وقال إن الفريق الأمريكي طلب من وسطاء عرب وغير عرب إقناع الرئيس الفلسطيني بعقد لقاءات مشتركة في المنطقة أو في أوروبا، للبحث في عودة الفلسطينيين إلى عملية التسوية، لكن عباس رفضها بشدة. وأضاف: «أبلغ الرئيس عباس الوسطاء أن الأمريكيين يناورون، وأن كل هدفهم هو استدراج الفلسطينيين إلى قلب المشروع، ليكونوا تاليًا جسرًا لإسرائيل مع العالم العربي، لذلك أغلق الطريق في وجوههم».

المشروع يواجه الفشل
وقال مقربون من الرئيس الفلسطيني إن المشروع الأمريكي في قطاع غزة يواجه فشلًا أيضًا. وأوضحوا: «يحاول الأميركيون الالتفاف على السلطة الفلسطينية في قطاع غزة من الباب الإنساني، وعبر مؤسسات إنسانية مثل الأمم المتحدة، لكننا توصلنا إلى تفاهمات عميقة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف تقضي بألا يتم عمل أي مشروع في غزة من دون إشراف السلطة الفلسطينية». وأكد ما نشر عن أن حركة «فتح» تعد لإطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام بهدف «احتواء الوضع في قطاع غزة وقطع الطريق على المحاولات الأمريكية الرامية إلى جعل قطاع غزة مركز الحل السياسي وترك الضفة الغربية نهبًا للاحتلال».

تمرير الصفقة
وكان عباس أعلن، في مستهل اجتماع للجنة المركزية لحركة «فتح» «لن نسمح لصفقة القرن أن تمر». وقال: «نحب أن نؤكد أن أشقاءنا العرب أكدوا لنا أنهم ضد صفقة العصر»، وأضاف: «هناك دول في العالم، في أوروبا وآسيا وأفريقيا وغيرها أيضًا، بدأت تتبين بأن صفقة العصر لا يمكن أن تمر».

من جهة أخرى، شدد عباس على «أن المال الذي تعترض إسرائيل على دفعه لعائلات الشهداء والأسرى، لن نسمح لأحد بأن يتدخل به، هؤلاء شهداؤنا وجرحانا وأسرانا وسنستمر بالدفع لهم، ونحن بدأنا بهذا عام 1965». وأضاف: «ننتظر ونترقب، وسنتخذ الإجراءات التي تتناسب مع مصلحتنا».
الجريدة الرسمية