رئيس التحرير
عصام كامل

الارتباك يضرب حكومة بريطانيا.. استقالة 3 مسئولين اعتراضا على سياسة رئيسة الوزراء.. تيريزا ماي: مخطط الخروج من الاتحاد الأوروبي هو الخطة الصحيحة.. والخارجية الروسية: المستقيلون قفزوا من «قارب غارق

رئيسة الوزراء البريطانية
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

حالة من الارتباك شهدتها بريطانيا في غضون الـ48 ساعة الماضية، بعد تقدم 3 من المسئولين بالحكومة البريطانية باستقالتهم، أبرزهم ديفيد ديفيز، الوزير المسئول عن ملف الخروج "بريكست" تبعه نائبه ستيفن بيكر، وأخيرًا وزير الخارجية بوريس جونسون، وسط توقعات باعتذار آخرين.


استقالة مفاجئة
بعد يومين من اجتماع بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحكومتها، قدّم الوزير المكلف بملف "بريكسيت" ديفيد ديفيس استقالته من منصبه وسط تفاجؤ الجميع بهذا القرار، مشككًا في المسار المتبع في المفاوضات للخروج من الاتحاد الأوروبي.

بديل فوري
عقب استقالة ديفيد ديفيس أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية الإثنين تعيين دومينيك راب المشكك بالاتحاد الأوروبي خلفا لديفيس، الذي قدم استقالته؛ بسبب خلافات مع توجهات رئيسة الوزراء تيريزا ماى.

وكان راب، البالغ 44 عامًا، وزير دولة لشئون الإسكان، بعد أن تولى منصب وزير دولة للشئون القضائية في حكومة ماى.

وبعد أقل من 24 ساعة من استقالة ديفيد ديفيس، أفاد بيان صادر أمس الإثنين عن الحكومة البريطانية، أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي، قبلت استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون التي كان تقدم بها بعد ظهر اليوم.

احتجاج رسمي
كما أشارت تقارير إلى أن استقالة جونسون جاءت احتجاجا على خطة ماي لإبقاء علاقات اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد تفعيل "بريكسيت"، والتي تعتبر هذه هي الاستقالة الثالثة في حكومة ماي في ظرف ساعات، بعد استقالة الوزير المكلف بشئون بريكسيت ديفيد ديفيس ونائبة ستيفن بيكر.

حكم لاذع 

وكان بوريس جونسون، أعطى حكمًا لاذعًا على خطط تيريزا ماي في "البريكيست" اليوم بعد إعلان استقالته، حيث قال في خطاب استقالته إن حلم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يختنق بسبب الشك الذاتي بلا داع، مضيفًا أن ماي كانت تضع بريطانيا على مسار "وضع المستعمرة"، بحسب "ديلي ميل" البريطانية.

"ماي" ترد
لم تترد رئيسة وزراء بريطانيا بعد الاستقالات المتتابعة والرافضة على قرارها بشأن خروج بريطانيا من "البريكيست"، وأصرّت في أول تعليقاتها، على أن مخططها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الخطة الصحيحة لمصلحة بريطانيا، وسط مشادات في مجلس العموم بسبب انهيار حكومتها حولها، بعد استقالة ديفيد ديفيس وبوريس جونسون، مشيرة إلى موافقة المجلس للاستفتاء على اقتراح شامل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في اجتماعه يوم الجمعة الماضي.

وحذرت تيريزا ماي الاتحاد الأوروبي من أنه إذا فشل في التعامل مع مقترحاتها، فإنها تخاطر بتعطيل الحكومة دون التوصل إلى اتفاق، بحسب "ديلي ميل" البريطانية.

كما أبلغت النواب أنها تريد شراكة عميقة وخاصة مع الاتحاد الأوروبي الذي سمح لبريطانيا بكونها دولة تجارية حرة مع الحفاظ على العلاقات مع أقرب جار لها.

قارب غارق
وكان للخارجية الروسية دورًا في التعليق على الاستقالات المتتالية التي شهدتها بريطانيا، حيث اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استقالة بوريس جونسون دليلا على وجود أزمة حكومية في المملكة المتحدة.

وكتبت زاخاروفا في صفحتها على موقع "فيس بوك": "هل تتذكرون أننا تحدثنا حول أن هذه المكيدة القذرة والمعقدة ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لحكومة تيريزا ماي؟ تفضلوا"، مضيفة أن جونسون "لم يرغب بالبقاء على متن قارب غارق".

وخلصت إلى القول إن "الكثير في داونينج ستريت (مقر الحكومة البريطانية) تغطيه الغيوم، إلا أمرًا واحدًا، ألا وهو ظهور بوادر أزمة حكومية بوضوح أكثر فأكثر.
الجريدة الرسمية