صغار بين الحياة والموت... 5 دروس علمها «أطفال الكهف» للبشرية
لاتزال الأنظار متجهة إلى عملية إنقاذ الفتية العالقين في كهف تايلاند منذ نحو الأسبوعين، لمتابعة ما يحدث وسط شعور الكبار بالحزن على مصير مجهول لملائكة صغار وقعوا في قبضة الموت بحكم الصخور التي لا تفرق بين الأعمال.
في المقابل رغم حزن الكبار، قدم هؤلاء الأطفال دروسًا للعالم أجمع عن كيفية الصبر وروح الفريق، والتماسك لتخطي الأزمات رغم كل التنبؤات السابقة بفشل خروجهم من الكهف واحتمالية دفنهم أحياء.
رسائل كوميدية
رغم أن أطفال الكهف بحاجة أكثر إلى الاطمئنان من ذويهم بسبب كل ما يعاونه من مخاطر وصعوبات داخل محبسهم الطبيعى، الا انهم أرسلوا رسائل طمأنة لذويهم عن طريق أحد مسئولي البحرية التايلاندية كتبت على الأوراق الملوثة بالطمى والتي سلمها أحد الغواصين قالوا فيها "لا تقلقوا.. الجميع أقوياء ولديهم قائمة طويلة من الطعام الذي يرغبون في أكله عندما يخرجون ويطلبون من معلميهم إلا يكلفونهم بفروض منزلية كثيرة عندما يعودون".
وكان أحدهم والذي يدعي نيك، وجه رسالة محتواها : "أحبك يا امي، أحبك يا أبى واخى أيضا، عندما أخرج أريد الذهاب لحفل شواء"، بينما الطفل بيو قال لوالده: "لا تقلق.. لقد اختفيت فقط لأسبوعين سأسعدك في محلك كل يوم، سأسرع خارجا من هنا"، وجاءت بعض الرسائل بصيغة كوميدية لمحاولة إعطاء ذويهم الصبر واليقين بأنهم سوف يخرجون رغم أنهم بحاجة أكثر لهذه الرسائل.
فيديو طمأنينة
كما أظهر مقطع فيديو نشر الأربعاء الماضي للصبية المحتجزين في الكهف ويحتمون بأغطية من مادة "الفويل" وهم يرددون واحدا تلو الآخر" قول: "نحن بصحة جيدة" شاكرين الجميع الذين ينتظرون عودتهم.
حب الغير
أظهر الأطفال درسًا آخر للعالم الذي يتابع قصتهم، وهو حب الغير وعدم محبة كل شخص لنفسه، حتى أنهم لم يتسابقوا على من يخرج قبل الأخر ولكنهم منحوا الفرصة في تحديد ذلك لفرق الإنقاذ رغم علمهم بأنهم لم يخرجوا في يوم واحد وسيخرجوا على مراحل تجنبًا لانخفاض مستوى الأكسجين في الكهف.
الإنسانية
من جهة أخرى قدم مدرب كرة القدم الذي يرافقهم نموذجا للمسئول، ولعب دور المعلم والوالد والمحافظ على هدوئهم وبقائهم على قيد الحياة نظرًا لأنه مر بظروف مؤلمة خلال طفولته أجبرته على تعلم مهارات البقاء على قيد الحياة ومقاومة المواقف الخطيرة مما ساعده على نقل خبرته للأطفال.
اعتذار عن الخطأ
فور العثور على موقع الأطفال، حرص شانتونج مدرب الأطفال العالق معهم داخل الكهف على تقديم اعتذاره لأهالي الأطفال، رغم كونه غير مذنب في فقدهم، مرسلا لهم رسالة خطية مع أحد أفراد فريق الإنقاذ، جاء فيها: "إلى كل الأهالي جميع الأطفال بخير وأعدكم بأن أرعاهم جيدا وأشكركم على كل الدعم وأريد أن أعتذر لكم".
الاهتمام بالمدرسة
أظهر الأطفال أيضا حرصهم على تعليمهم بالرغم من قسوة الظرف الصعبة، ووجه الأطفال رسالة إلى معلمهم يطالبونه فيها بعدم تكليفهم بواجبات مدرسية هذه الأيام لحين الخروج من الكهف، الرسالة رغم حملها روح الدعابة إلا أنها عكست حرصهم على مدرستهم وتعليمهم.