رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب انخفاض معدل المواليد.. 2017 الأقل منذ 10 سنوات.. مستشارة علاقات أسرية: الطلاق وزيادة العنوسة السبب.. الشافعي: الظروف الاقتصادية تلعب دورا هاما.. وليلى عبد المجيد تحذر من تكرار كارثة التسعينيات

فيتو

أكدت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء انخفاض المواليد عام 2017، حيث انخفض المعدل بنهاية العام الماضي إلى 26.8 في الألف، وسجل أقل معدل للمواليد منذ 10 سنوات، مما يعطي مؤشرات جيدة بزيادة التوعية بتنظيم النسل، ونجاح حملات تنظيم الأسرة، وفي ظل مساعي الوصول لمعدل معين للإنجاب، وتقليل مخاطر ارتفاع الزيادة مرة أخرى، لا بد من معرفة أسباب الانخفاض والاهتمام بها الفترة المقبلة.


إحصائيات المواليد
بحسب بيانات حديثة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كان معدل المواليد بدأ في التزايد منذ عام 2006 والذي سجل خلاله 25.7 في الألف، مستمرًا في الزيادة تدريجيًا حتى وصل إلى 31.9 في الألف عام 2012، ثم اتجه لانخفاض بطيء حتى وصل إلى 26.8 في الألف خلال 2017، حيث يعد عام 2017، العام الذي سجل أقل معدل للمواليد منذ عام 2008 والذي سجل معدل مواليد 27.3 في الألف.

علاقات أسرية
وقالت أسماء عبد الحليم، مستشارة العلاقات الأسرية، إن انخفاض نسبة المواليد العام الماضي يرجع لعدة أسباب أبرزها قلة نسبة الزواج بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي تحول دون زواج الشباب، وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة، فضلا عن ارتفاع نسب الطلاق بين المصريين سواء كان الطلاق بدون أطفال أو بطفل.

وأكدت مستشارة العلاقات الأسرية على أن حملات تنظيم الأسرة التي نظمتها وزارة الصحة لعبت دور كبيرة في التوعية بتحديد النسل، سواء كانت بالتهديد بمنع الدعم أو بالإرشاد إلى أهمية تقليل عدد الأطفال بالنسبة للأسر وتوابع ذلك، مشيرة إلى أن زيادة الأسعار وسوء الظروف المعيشية لبعض الأسر أجبرت البعض على تنظيم الأسرة، ليتمكنوا من العيش في حياة هنيئة مناسبة لإمكانياتهم.

علاقة الزيادة السكانية بالاقتصاد
ومن جانبه، يقول خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن الزيادة السكانية عبء كبير على الدولة المصرية، وحاليا أصبح كل مولود في ظل هذه الظروف الاقتصادية يكلف والديه والدولة آلاف الجنيهات، لذلك لا بد من تنظيم الأسرة وضبطها بصورة تتماشى مع الواقع الاقتصادي الحالي والذي لا يقبل مزيد من المواليد.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن الظروف الاقتصادية وكذلك مستوى التعليم لعبوا دورا كبيرا في تراجع عدد المواليد عام 2017، ومتوقع تراجعه أكثر السنوات المقبلة، مشيرا إلى أنه فعليا أي زواج جديد يقوم طرفية بحساب تكاليف الحياة إضافة إلى احتساب مصاريف وجود طفل، إذن الوضع الاقتصادى له عامل هام جدا.

واستكمل قائلا: "أتوقع خلال الفترة المقبلة مزيد من الانضباط في عدد المواليد خاصة في الحضر، لكن الزيادة السكانية قد تستمر في الأرياف وبعض محافظات الصعيد ووجه بحرى، وهو ما يتطلب أن تقوم الحكومة بتبني المزيد من الحملات الإعلامية للحد من الزيادة السكانية.

تأثير الإعلام
وعلى الجانب الآخر، تقول الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن تحديد تأثير الحملات الإعلامية على تنظيم الأسرة يستلزم إجراء دراسات علمية على عينات للوصول لنتائج علمية، مشيرة إلى أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على مشكلة الزيادة السكانية، والإعلام جزء منها، وأن الإعلام له دور في المعرفة بالمشكلة وأبعادها ووسائل التنظيم وأماكن تواجدها.

وأوضحت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أن هناك عوامل أخرى تؤثر على التوعية بالزيادة السكانية، وهو "الاتصال المباشر" كخطب الأئمة في المساجد، كما أن تنظيم الخطاب الديني بداخل المساجد والزوايا ساعد على تخفيض معدل الإنجاب، بعد أن كان هناك تحريض على الإنجاب، بحجة زيادة أعداد المسلمين.

وأكدت الخبيرة الإعلامية أن الزيادة السكانية تلتهم أي نمو اقتصادي، فنحن بحاجة لخطة مستمرة لنجاح حملات التنظيم، مشيرة إلى أن معدل المواليد قلت في التسعينيات، ولكن زادت مرة آخر بسبب إهمال القضية، بعدما توقف تمويل جهات خيرية للإعلام لتبني القضية، فلا بد من تفادي حدوث ذلك مرة أخرى، وأن أهم المعوقات التي تواجهنا الفترة المقبلة، أن الإعلام الخاص أصبح متغلبا، وأنه من الصعب تبنيه للقضية إلا في حالة وجود تمويل.
الجريدة الرسمية