التحليل النفسى لكارهى الإسلام (4)
فى سياق قراءته لسلوك المتطاولين على دين الإسلام، قال الدكتور عبد الوهاب المسيرى، رحمه الله: "ليطمئن إخواننا "العلمانيّونَ الجزئيونَ"، "الذين زُيِّنَ لهم سوءُ عملهم فرأَوْه حسنًا، وممن بقيَ في قلبهم حب الإيمان والإسلام الذين يدعون إلى فصل السياسة فقط عن الدين، وليس العلمانيينَ المتطرفين الاستِئْصاليين الذين يسعون إلى اقتلاع الإسلام من جذوره أنَّ الثقافة الغربيَّة التي يَتَشَدَّقون بها ويتبعونها حذْو القُذَّة بالقُذَّة لا تميّز البتة بين المُوَالِي وبين المُعَادي، فَهُم في الكفَّة سواء".
فيما كتب "مراد هوفمان" في كتابه "رحلة إلى مكة": "إنَّ الغربَ يَتَسامَح مع كل المُعتَقَدات والمِلل، حتى مع عَبَدَةِ الشيطان؛ ولكنَّه لا يُظْهِر أي تسامح مع المسلمين، فكل شيء مسموح إلاَّ أن تكونَ مسلمًا"؛ حتَّى بالرَّغم من ركوع بعض العلمانيينَ من أمثال "أركون" أمام أصنام الفكر الغربي، فالغرب لا يرضى منه إلاَّ السجود.
والحق يُقال أيضًا: إنَّ العلمانيّين العرب والمسلمين لم يأخُذُوا منَ الغرب في نشر الأفكار العلمانيَّة في المُجتَمَعات العربيَّة والإسلاميَّة إلاَّ قشورها، وليس الأصل الذي يقوم على أساس العدل وحفظ الحقوق، فروجوا للإباحية أكثر، وللفسق والفجور بشكل صريح.. ونقلوا أعفن ما وصل إليه الغرب في مجال الأخلاق!
فحتى تكون علْمانيًّا يَتَوَجَّب عليكَ أن تفنّد صدق رسالة القرآن - كما فعل طه حسين، ونصر حامد أبو زيد - التي يؤمن بها ما يفوقُ المليار مسلم! ولتكون ممَّن يَتَبَنَّى المبادئ العلمانيَّة فيَتَوَجَّب عليكَ تسفيه مُعتَقَدَات النَّاس والهزء بأفكارهم وعاداتهم وما اعتادوه من تقاليد وقيم راسخة!
وحتى تكون قياديًّا علمانيًّا فيجب عليكَ أن تسفّه آراء الرَّسول الكريم - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - بِدَعْوَى أنَّه يُمَثِّل اتّجاهًا "قرآنيًّا" وهو في هذا المضمار ليس من أهل القرآن ولا من أهل السّنَّة!!
كيف يمكن فَهم القرآن وتعاليمه وفرائضه لولا السُّنَّة المُبينة؛ فَلْيَتَدَبّروا قول الله تعالى وهو منَ القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]، وكيف يمكن أن تحط من قدره سواء بالكلمة أو برسم كاريكاتورى؟ ونكمل غدا.