مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة (46)
قبل أن أُكمل وفي سياق الموضوع نفسه: أطالب بالإفراج عن الشعب المصري المحبوس منذ عامين، ومحاكمة الفسدة من المتواطئين والمتعاونين مع جماعة الإخوان المسلمين، في الانقلاب على نظام الحكم فيما وصفه الإعلام خطأً "بثورة 25 يناير" وهي لم تكن إلا خطف لمصر في طريق مؤامرة دولية، لصالح الاستعمار الجديد!!
فلا يجوز أن أطالب بالإفراج عن شخصين متواطئين في الترويج لانتخاب الإخوان، أعلن أحدهما هو أحمد ماهر في مايو 2012 أن حركة 6 إبريل هي الذراع اليسرى للإخوان، بينما الثاني من شباب الإخوان وهو أبو دومة.. فلقد انتهى زمن الفوتوشوب المرئي والصوتي بالنسبة للمصريين، ولم يبق إلا طعم مرارة عامين بسبب هذا الهُراء!!
ومع عدم تحقق أي شىء ذى جدوى على مدى العامين السابقين لمصر، يستمر تبرير المبررين الذين لا يهمهم حال مواطني بلادهم، لأن المبرر لا يُفكر بشكل عقلاني ولكن دوماً يبحث عن مخارج لمآزق هو نفسه أوقع الناس فيه!!
لقد كان حال مصر أفضل ليلة 24 يناير 2011، وكانت على الطريق نحو ديمقراطية مصرية وليس هذا العته الذي نحياه.. فما نحياه هو مشتمة مُستمرة ومتبادلة مع أوغاد خطفوا حياتنا ولا تؤدي إلا لسقوطهم، ولكنه ليس ديمقراطية، بأي معنى!!
ولكن مُحاربة الإخوان الخونة مسألة مصير بالنسبة لمصر ويجب أن تستمر حتى يرحلوا عن الحكم.. فبعيداً عن المرويات الشائعة، قام سعيد رمضان، زوج وفاء البنا ابنة حسن البناء وذراعه اليمنى، في العام 1953، بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ وقتها التعاون بين الإخوان والأمريكان وقد كتبت مقالا سابقا مُفصلا في "فيتو" حول هذا الموضوع، وحول صورة سعيد رمضان في البيت الأبيض مع الرئيس أيزنهاور وقتها.
وقد كتب إيان جونسون كتابه "مسجد في ميونيخ": النازيين والسي أي أيه وصعود الإخوان في الغرب" في أغسطس عام 2011، مؤكداً أن المركز الإسلامي في ميونيخ، والذي رأسه يوماً مهدي عاكف، لم يكن إلا خلية تجمع المسلمين في أوربا، لاستغلالهم لمحاربة الشيوعية لصالح الغرب، بحيث كان الإخوان "نقطة الاتصال" للسي أي أيه.
أي أن الحرب في أفغانستان من ناحية قادة الإخوان، لم تكن لله ولكن خدمةً لصالح أمريكا والغرب للقضاء على أسطورة الجيش السوفيتي.. بمعنى أن المسألة كلها كانت لصالح بزوغ الرأسمالية الدولية وليس الإسلام أو لصالح المُسلمين، من حيث الهدف الاستراتيجي للإخوان!!
وكيف يكون الأمر لصالح المسلمين، وأفغانستان من يومها تُعاني.. فلقد انتهت الحرب في العام 1989.. أين هي أفعانستان منذ وقتها؟! هل صلُح حالها؟ وأين الإخوان منها؟ لقد انتهت المصلحة التي تلقوا الثمن من أجلها!!
فهم يعملون بالأجر، كما فعلوا في مصر تماماً، وكوكلاء لغيرهم دوماً.
إن تمثيلية أحمد ماهر وأبو دومة مفهومة لكل من يتابع ولا تأخذه العواطف.. فهي تمثيلية تُعيد وكلاء الإخوان إلى الأضواء، بتمثيلية ركيكة، لأن هناك حيناً سيُحاكم مرسي العياط، وسيكون الجيش في الواجهة، ووقتها عليهم أن يواجهوا الجيش مرة أخرى، بشعاراتهم لصالح الخارج، بالتواطؤ مع المتبقين من التنظيم الدولي للإخوان!!
إلا أن الشعب يُدرك الخدعة اليوم جيداً، وإن كانت هناك ضرورة للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن الشعب المصري المحبوس منذ عامين، الأجدر بها، ولو دافعوا عن أنفسهم بعكس الأدلة المتاحة بكونهم أعوانا للإخوان، فإنهم فشلة وفقاً لاختياراتهم، والفاشل فيما يتعلق بالأوطان، ليست له فرصة ثانية!!
ولن تسقط مصر!!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.