قل نار جهنم أشد حرا
الجفاف من نتائج تغير المناخ وموجات الحر التي ظهرت مؤخرا حتى في بلدان أوروبا الباردة، أدت إلى ذوبان أسفلت الطرق، وزادت درجة الحرارة في بعض الأماكن إلى ٥٤ درجة مئوية مثل احفاذ في إيران، وفِي كندا كانت درجة الحرارة ٤٧، وفِي دنفر في الولايات المتحدة الأمريكية بلغت الحرارة ٥٠ درجة مئوية، وهذه كارثة بالمقاييس الأمريكية.
وفِي التاريخ الإسلامي تعتبر معركة تبوك من أهم المعارك وأشدها.. جاءت في أيّام قيظ وقحط وملاقاة الروم الذين عقدوا العزم أن يضربوا الإسلام في شمال الجزيرة العربية، وكان هناك منافقون تخلفوا وقالوا لا تنفروا في الحر، وقال لهم المولي عز من قائل "قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون".
يقول العلماء، إن تغير المناخ هو سبب لموجة الحر الشديد هذا الصيف، وأن الصيف يأتي أكثر حرا عن سنوات الخمسينيات في القرن الماضي، وإذ لم نقم بعمل ما لتقليل الاحتباس الحراري فإن الصيف في السنوات القادمة سيكون أشد حرارة، وسنري العواصف أشد عنفا، ويوجد نهر في مقاطعة هيرتفوردشير في إنجلترا جف تماما وجار جمع السمك على الناشف.
وأهم ما في الأمر هو ظاهرة التصحر، وهي تحول الأرض الزراعية إلى صحراء، وهذا ما نخشاه خصوصا مع توقع نقص المياه العذبة.. يالها من مشكلة عويصة نقص في المياه العذبة وزيادة في المياه المالحة نتيجة لذوبان الجليد وارتفاع مياه البحار والمحيطات لتلتهم الأراضي الزراعية القريبة من البحار وهجومها حتى على مياه الأنهار.. وتتأثر مصر سلبيا من هذه المشكلة العالمية التي بدأت تهب.
ومثلا في نيجيريا فإن ظاهرة التصحر تؤثر على نحو خمسين في المائة من أراضي الدولة، ويهاجر السكان من الشمال للجنوب للحفاظ على الأبقار والمواشي والأغنام لجفاف المراعي في الشمال.
لابد أن نراعي ونراقب التصحر في المحروسة وأن نحافظ على ما لدينا من أراضي ومياه ودعونا من النفاق والظلم، ونتذكر أن نار جهنم أشد حرا.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.