نحن والحرب التجارية!
في إطار برنامج الفضاء المصرى اتفقت هيئة الاستشعار عن بعد التي تشرف مؤقتا على البرنامج حتى يتم إنشاء وكالة الفضاء المصرية، مع الصين على تصنيع قمر صناعي مصري جديد.. وفيما بعد انتهت مباحثات مصرية روسية على أن تقوم روسيا بتصنيع قمر صناعي مصري، بدلا من القمر الصناعي الذي افتقد الاتصال به في الفضاء.. وعندما علم الصينيون بذلك فتر حماسهم قليلا في تصنيع القمر الصناعي المصري المتفق عليه، والذي كان مقررا أن تشارك كوادر مصرية في تصنيعه..
حدث ذلك رغم أن الصين تربطها روابط اقتصادية مميزة مع روسيا، وتضمهما منظمة اقتصادية واحدة، وثمة تنسيق بينهما في مواقف السياسة الخارجية للبلدين.. لذلك ونحن نشهد الآن بدايات ومقدمات حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة طالت أوروبا أيضا، بسبب السياسة التي ينتهجها ترامب وهى (أمريكا أولا)، لا بد وأن نكون مستعدين لمواجهة هذه الحرب وتجنب آثارها السلبية علينا.
ولعلنا نتذكر أننا في الخمسينيات من القرن الماضى عندما انتهجنا سياسة عدم الانحياز، أغضب ذلك أمريكا منا، ودفعها لأن تسلك مسلكا معاديا لنا، بدايته سحب العرض الأمريكي بتمويل السد العالي، والضغط على البنك الدولي لأن يفعل ذلك، ووصل ذروته بدعم العدوان الإسرائيلى علينا في يونيو ٦٧.. وإذا كان الصراع وقتها بين قوتين عظميين في العالم، هما أمريكا والاتحاد السوفيتي، فإن الصراع الآن أيضا بين قوتين عظميين اقتصاديا وليس عسكريا، هما أمريكا والصين التي تزحف بقوة لتحتل القمة الاقتصادية العالمية، بينما تتراجع أمريكا للمركز الثالث قريبا بعد الهند.
إننا نحتاج لدراسة ما يحدث حولنا في العالم والاستعداد للتعامل معه بذكاء وحنكة ومهارة، خاصة وأننا نبغى ونعمل أيضا على إصلاح أوضاعنا الاقتصادية، ونسعى لأن يكون لنا مكان مميز اقتصاديا في العالم، ونحتاج للتعاون مع كل القوى الاقتصادية العالمية، ولا نريد بالطبع أن يعطلنا أحد، ولنتذكر أننا لن نستطيع أن نخطط مستقبلنا الاقتصادي بمعزل عن العالم وما يدور فيه الآن.