رئيس التحرير
عصام كامل

الأهداف الخفية لحملة إقالة الجنرالات في الجزائر (فيديو)

فيتو

ما بين التكهنات السياسية والتقصير الأمني، تشهد الجزائر حرب إقالات للجنرالات، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية المقررة في سنة 2019، حيث تعيش البلاد صيفًا ملتهبًا، تجلت أولى لفحاته في قرارات الإقالة التي طالت كبار المسئولين الأمنيين، وأطاحت بقادة كبار في الأمن الوطني والدرك.


المدير العام للأمن الوطني
على خلفية "فضيحة المخدرات المهرّبة من البرازيل"، والتي أحبطتها وحدة البحرية التابعة للجيش الجزائري، في 29 مايو بالواجهة البحرية الغربية، وقدرت الكمية بــ 7 قناطير كانت مُحملة على متن سفينة تجارية تحمل علم دولة ليبيريا، قادمة من البرازيل إلى المياه الإقليمية الجزائرية باتجاه ميناء وهران، معبأة في شحنة اللحوم المستوردة.
وأصدر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قرارا بإقالة المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، وتعيين العقيد مصطفى لهبيري بدلا عنه.
وعقب العقيد مصطفى لهبيري منصب المدير العام للأمن الوطني في الجزائر، أصدر قرارا بإنهاء مهام رئيس أمن ولاية الجزائر مراقب الشرطة، نور الدين برّاشدي.

تغيير قيادات الدرك
الأمور لم تتوقف عند المدير العام للأمن الوطني الجزائري، بل طالت أيضا حرب اقالات الجنرالات، قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة، حيث احالته للتقاعد، وعين العميد غالي بلقصير رئيس أركان قيادة الدرك الوطني خلفا له مع ترقيته لرتبة لواء.

وأشرف نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح، اليوم الأربعاء، على تنصيب العقيد الغالي بلقصير قائدًا جديدًا لسلاح الدرك الوطني وهو جهاز شبه عسكري، يحوز على صلاحية التحقيقات الأمنية بقضايا الفساد والجريمة المنظمة.

وأرجع بعض المحللين ترقية العميد بلقصير، هذه المرة بعد أكتوبر 2017، إلى دوره الإيجابي الكبير في التحقيق المتعلق بقضية "كوكايين وهران"، حيث شهد باحترافية كبيرة في التعامل النوعي والزمني مع القضية، التي كانت محل اتهامات اللواء عبد الغني هامل بوجود تجاوزات وخروقات.

وزارة الدفاع
كما أنهى بوتفليقة، مهام قيادات بارزة بوزارة الدفاع الجزائرية حيث أنهى عمل اللواء بوجمعة بودواور، الذي كان يشغل منصب مدير المالية بوزارة الدفاع.
كما تم إنهاء مهام اللواء مقداد بن زيان، مدير الموارد البشرية بوزارة الدفاع الجزائرية ضمن حرب إقالة الجنرالات في الجزائر.

جنرالات في الطريق
كما ترددت أنباء عن إنهاء مهام الجنرال دحماني زروق الذي يعد أحد القادة العسكريين الأقوياء والمؤثرين على مستوى وزارة الدفاع الوطني الجزائرية.
وشغل "دحماني زروق" عدة مناصب مهمة على مستوى وزارة الدفاع الجزائرية، كمنصب مدير الخدمات الاجتماعية وأيضا منصب مدير نادي الجيش الواقع في بني مسوس بالجزائر العاصمة وغيرها من المناصب.
و لم يظهر الجنرال دحماني أثناء احتفالات تسليم الرتب العسكرية المنظمة من قبل وزارة الدفاع الوطني يوم 4 يوليو الجاري.

حرب إقالات
واعتبر البعض أن إقالة الجنرالات الجزائرية في الجيش والشرطة، يندرج ضمن حملة التطهير التي تقودها السلطات العليا على مستوى المؤسسات الأمنية والعسكرية، بهدف استعادة شعبية بوتفليقة قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في ربيع 2019.
ويربط مراقبون إقالات جنرالات الجزائر، بخلافة الرئيس الحالي، عبدالعزيز بوتفليقة، أو تمديد فترة حكمه لولاية خامسة يغلق بها ربع قرن من السلطة التي وصل إليها في العام 1999.
فيما يري آخرون أنها تؤكد على مدى صراع الأجنحة داخل السلطة الجزائرية، في ظل "شيخوخة" النظام الجزائري.
الجريدة الرسمية