رئيس التحرير
عصام كامل

«أطفال الكهف».. أسبوعان في أعماق «تام لوانج».. طوارئ عالمية في تايلاند.. دعم معنوي لدعوتهم لحضور نهائي المونديال.. والكوارث العربية ترفع شعار «البكاء على اللبن المسكوب»

فيتو

مع انشغال الملايين بمتابعة بطولة مونديال روسيا، اجتمع 12 لاعبا من فريق كرة قدم تايلاندي بصحبة مدربهم، يوم 23 يونيو الماضي، للذهاب في رحلة لاستكشاف الكهوف في منطقة "تشيانج راي" التايلاندية، وعند وصولهم مقصدهم وهو كهف يدعى "تام لوانج" بدأ الفريق في الدخول بحذر إلى عمق الكهف، وحدث الذي لم يكن يخطر على بال أحد، بالغياب في الكهف لنحو عشرة أيام نتيجة للأوضاع الطقس المتقلبة التي بدأت بهطول أمطار كثيفة، وارتفاع منسوب المياه داخل الممر الضيق للكهف مما أوقعهم أسري لـ"تام لوانج".


رحلة البحث
فعندما علمت القوات التايلندية بأن هناك مجموعة من الصبية تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما ومدربهم الذي بلغ من العمر 25 عاما محاصرين داخل كهف لا يستطيعون الخروج منه، بدأت القوات في استكشاف الكهوف التي انطلقت منها الرحلة التي استمرت لمدة زادت عن أسبوع، ما جعل العديد من الدول تقديم المساعدات والمشاركة بخبراء للكهوف للتمكن من العثور عليهم، وفي اليوم الخامس من عمليات البحث أعلن براويت ونجسوان نائب رئيس وزراء تايلاند أن هناك 30 فردا من أفراد القوات الأمريكية في المحيط الهادي، فضلًا عن وصول غواصين بريطانيون إلى تايلاند للانضمام لعملية البحث.

رسالة اطمئنان
«لقد وجدناهم آمنين، لكن العملية لم تنته، سنقوم بإحضار الطعام وطبيب يمكنه الغوص»، عبارة جاءت على لسان رئيس إقليم "تشيانج راي"، لتزف البشري لأهالي الأطفال والعالم القلق بالعثور على 12 صبيًا ومدربهم في كهف " تام لوانج"، بعد مرور 10 أيام من عمليات البحث التي شاركت فيها المئات من القوات التايلندية والبريطانية والأمريكية.

التقدير الإنساني
وبعد بشري العثور خرج العالم ليدعم فريق الأطفال معنويًا وإنسانيًا لتقديم الهدايا عبر دعوات من جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بحضور نهائي مونديال روسيا 2018، فضلًا عن يورجن كلوب المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي الذي أكد دعمه الشديد لهم قائلا: «أتمنى خروجكم في وقت قريب جدًا، وستجدوني معكم في جميع الأوقات أتابع أخبارهم على كثب».

هذه الهدايا والتحفيز المعنوي أتى بنتائجه ببقاء الأطفال متشبسين بأمل العودة للحياة، عبر تمكن فرق الإنقاذ من إخراج 6 أطفال من أعماق كهف "تام لوانج" حتى الآن.

"البكاء على اللبن المسكوب"
في الوقت الذي يعيش العالم حالة طوارئ من أجل قضية إنسانية، يرفع الوطن العربي شعار "البكاء على اللبن المسكوب" عبر تحرك المسئولين بالدول العربية بعد وقوع الكارثة وفقدان العشرات من الضحايا يستيقظ هؤلاء من الغيبوبة وكأنهم ليس عندهم الوقت الكافي لحل مثل هذه الكوارث التي بالنسبة لهم ليست في محل الضرورة أو في نطاق الحسبان.
الجريدة الرسمية