رئيس التحرير
عصام كامل

ويبقى الحب والصلاة من أجل الإنسانية


تابعت أمس بشغف وفرح الصلاة المسكونية التي عقدت في مدينة "بارى" الإيطالية الواقعة على شاطئ البحر المتوسط بحضور قطبي الشرق والغرب في السلام والمحبة البابا فرنسيس بابا السلام والبابا تواضروس الثانى بابا المحبة، وقد بدأ الاحتفال في كنيسة القديس نيقولاوس واستقبل البابا فرنسيس رؤساء كنائس الشرق، وكان أول القادمين بابا المحبة قداسة البابا تواضروس الثانى الوطنى صاحب القلب المحب والعقل المستنير والرؤية الإصلاحية، وعدد من رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية للصلاة من أجل الشرق والعالم.


فقد رفع قداسة البابا تواضروس الثانى صلاة باللغة العربية من أجل الشهداء والمصابين والمتعبين وصلى قائلا: "نسألك ياالله أن تمنح سلامك للعالم، وأن تنهى الحروب بمنطقة الشرق الأوسط، ونصلى أيضا من أجل الشهداء الذين راحوا ضحية الحروب والعنف".

وفى الحقيقة إذا نظرنا إلى التاريخ نجد أن العالم عانى كثيرا من الانقسامات والحروب وغياب المفاهيم كالحق والعدل والسلام والمحبة؛ ومثل هذه اللقاءات المسكونية والحوارية تعطى أمل للإنسانية تجاه رؤية تجديدية للكنيسة تكون أملا حقيقيا للعالم، وتفكك من مفاهيم التعصب والعزلة والتي ترجع إلى أسباب حضارية وثقافية وسياسية وتاريخية.

وأرى ما يقوم به قطبا الشرق والغرب البابا تواضروس الثانى والبابا فرنسيس للكنيسة هو مسئولية كبيرة تجاه العالم الذي يحتاج بالضرورة إلى المصالحة بين الكنائس، وتبدأ المصالحة على مستوى ذات الإنسان أي تصالح النفس مع الجسد عن طريق الروح الإنسانية والتي تستمد قوتها من الروح القدس؛ ومن ثم يستطيع الإنسان التصالح مع كنيسته، وتتم الوحدة داخل الكنيسة الواحدة ثم المحبة والتواصل بين الكنائس المختلفة؛ لتكون قادرة لأن تتواصل مع العالم وتؤدى رسالتها على مستوى العالم في الحب الإله لخدمة الإنسانية.

إن دور رجال الدين الحقيقي هو دور مهم وفعال عندما يكون في سياقه الحقيقي، ولعل رسالة قطبي الشرق والغرب في السلام والمحبة والصلاة هي رسالة يدركها كل مسئول وكل قيادة دينية ورئاسية على مستوى العالم، فقد فشلت بعض المحاولات على مستوى العالم في زرع الوحدة والسلام..

فهل نستغل هذه الخطوات الجادة التي تحدث الآن كمبادرة يبنى عليها السلام والوحدة في كل مكان بالسياق المناسب طبقا لظروف ومتطلبات كل كيان وكل طائفة ومن مجتمع لآخر، الإنسانية في احتياج شديد إلى المحبة والى التواصل والى السلام فهل نتوقف لحظات أمام هذا المشهد لنتعلم منه، أمام مشهد قطبي المحبة والسلام في الشرق والغرب، البابا تواضروس الثانى والبابا فرنسيس... رسالة إلى كل من يحب الإنسانية والى من يهمه الأمر.
الجريدة الرسمية