رئيس التحرير
عصام كامل

عنف بدني.. وعنف لفظي!


مواقع التواصل الاجتماعي أخرجت أسوأ ما فينا، وهو النزوع إلى العنف وممارسته.. فالعنف ليس بدنيا أو جسمانيا فقط وإنما هناك أيضا عنف لفظي.. عنف بالكلام واللسان والأقلام.. إن من يتابع لبضعة ساعات مواقع التواصل الاجتماعى سوف تصدمه بالقطع مظاهر العنف اللفظي الممارس فيها على مدى الساعة وإيذاء مستمر للآخرين بأبشع الألفاظ وأسوأ الكلمات الجارحة..


الخلاف في الرأي ووجهات النظر تحول إلى صدام وصراع وحرب كلامية.. ويتخدم في هذه الحرب أقرع الشتائم وأقذر الكلمات.. الخلاف صار يفسد للود كل قضية على عكس ما كنّا ندعى من قبل!

ولا شك أن ثمة سببا أو أسبابا لذلك لا بد وأن يضع أيديهم عليها علماء الاجتماع والنفس الاجتماعى، لأن العنف اللفظي هو مقدمة لممارسة العنف البدوي والجسماني، حتى لا يتفشى العنف في مجتمعنا، ولا بد أيضا أن ما شهدته البلاد من عنف خلال السنوات الأخيرة كان له تأثيره على مجتمعنا، حينما سالت الدماء في الشوارع والميادين وانتهكت الحرمات وفجرت دور العبادة من كنائس ومساجد بدم بارد.

المهم أننا نحتاج لعمل عاجل لإنقاذ مجتمعنا الذي كنّا من قبل نتباهى بأنه مسالم، من هذا العنف الذي انتشرت عدواه فيه وأصابت حتى بعض من كانوا يبدون أنهم يروّجون لقيم التسامح والسلام المجتمعى، ومؤكد أن عملية بناء الإنسان المصرى تشمل ذلك وتستهدفه، أي حماية مجتمعنا من مرض العنف.
الجريدة الرسمية