جيش كسرت هيبته طائرة ورقية.. ضعف وانهيار بصفوف جنرالات الاحتلال
يمر جيش الاحتلال في الفترة الراهنة بحالة من التخبط والزعزعة وانعدام الثقة، في ظل كثرة الانتقادات الموجهة ضده، والتي في معظمها قادمة من وزراء حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتستهدف في المقام الأول رأس جيش الاحتلال وهو وزير الجيش الصهيوني، أفيجدور ليبرمان.
الجنود نقطة ضعف
من جانبه، أكد وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن "ثقته العمياء في الجيش الإسرائيلي تزعزعت"، وأكد نفتالي، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، أن ثقته تزعزعت "بعد أن بات يضع يده على نقطة ضعفه المركزية، المتمثلة بالخشية من فقدان حياة جنوده، ما يجعله يصمت عن الضربات التي يتلقاها".
وأضاف أوري ميليشتاين، المؤرخ العسكري الإسرائيلي الذي أجرى اللقاء مع بينيت لصحيفة معاريف، أن "الأخير يلتقي كل يوم أحد مع رئيس مجلس الأمن القومي، ويتلقى منه تقريرا أسبوعيا، وكعضو في المجلس الوزاري المصغر فإنني أنشغل بمشكلات إسرائيل الأمنية على مدار الوقت".
فقدان الثقة
وأرجع عضو المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية فقدان الثقة في جيش الاحتلال إلى عدة أسباب من بينها، أن "الجيش يفتقر للأمن الشخصي في جبهة غزة، وهو لم يرد الدخول بريا إلى قلب القطاع في الحروب الأخيرة، واكتفى بسلاح الجو يوجه ضرباته نحو غزة، ولم يعرض بديلا عن كيفية الدفاع عن مستوطني غلاف غزة من تهديد الأنفاق، التي بلغ عددها العشرات ممن اخترقت الحدود".
ولم يتوقف الانتقاد ضد جيش الاحتلال عند حد الوزراء بل امتد إلى الشاباك، حيث نشب سجال حاد بين وزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان، ورئيس جهاز "الشاباك" نداف أرجمان، على خلفية قضية لم شمل الفلسطينيين، حسبما أفادت القناة الثانية الإسرائيلية.
وذكرت القناة أن المشادة التي اعتبرتها "استثنائية" وقعت بين ليبرمان وأرجمان يوم أمس الأربعاء، بحضور قيادات الأجهزة الأمنية ومسؤولين سياسيين إسرائيليين.
وقالت إن وزير الدفاع قدم إلى الجلسة محتدا وبدأ بالصراخ في وجه رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك على خلفية طلب الأخير من رئيس الإدارة المدنية للسلطات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كميل أبو ركن منح تصريح لم شمل لـ100 عائلة فلسطينية.
وأشارت إلى أن ليبرمان اعتبر فعل أرجمان "تجاوزا غير مقبول"، وصرخ في وجهه قائلا: "لا يمكنك الاتصال مباشرة دون اطلاعي على الأمر، ودون التحدث إلى، تخيل لو أنني اتصلت برئيس غرفة العمليات في المخابرات وطلبت منه تنفيذ عملية من دون علمك، وهو أمر غير مقبول ولن يكون كذلك".
ثغرات أمنية
ومن بين الأسباب أيضًا لانتقاد جيش الاحتلال هو وجود ثغرات أمنية لجيش الاحتلال ومنها أنه في حال نجح المسلحون الفلسطينيون في اقتحام الحدود عبر الأنفاق، ووصول التجمعات الاستيطانية، فإنهم سيقتلون العشرات، وهذا سيكون مصيبة كبيرة على دولة الاحتلال، ورغم كل ذلك شرح كبار ضباط الجيش لماذا لا يريدون اقتحام غزة بريا، ومعظمها لأسباب استخبارية.
مخاوف الاحتكاك
وأوضح تقرير صحيفة "معاريف" العبرية أن أحد أهم أسباب هذا التمنع عن دخول غزة هو عدم الرغبة بنشوء الاحتكاك المباشر بين جنودنا ومقاتلي العدو، صحيح أنني أفضل استخدام الطائرة لتنفيذ مهام عسكرية، لكن هذه الخشية تحوم حول العديد من القرارات العملياتية في الجيش، ما يفسر الكثير من القرارات.
تهديد الطائرات الورقية
وخلص التقرير أنه عند الحديث عن أوضاع غزة، فإن جيش الاحتلال يجد نفسه رهينة نظرية جديدة مفادها أن لكل تهديد أمني هناك حل تكنولوجي، واليوم الطائرات الورقية تحرق الحقول الزراعية الإسرائيلية، ما يتطلب المزيد من الإجراءات الردعية، والاحتكاك مع الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى، فمن يطلق طائرة ورقية أو بالونا طائرا مع مواد متفجرة يجب اعتباره مسلحا، لأنه وفقًا للتقرير لا يوجد فرق بين إطلاق القذائف الصاروخية والطائرات الورقية، حتى لو كان من يطلقها من الأولاد الصغار.