معمر أقصري يفتح خزائن الذكريات: قرشان أول أجر أتقاضاه.. تزوجت بـ 15 جنيها.. أول مرة أكتشف البطانية في سن 14 عاما.. «كان فيه صحة ومعرفناش الأمراض».. أكلنا البتاو والحميضة والسمن البلدي
«قرشان أول أجر تقاضيته في العمل.. اشتريت منهما حذاء لي وجلبابا، كان أيامها يحكم قرية المريس التي نشأت فيها عائلة غنية، تمتلك الكثير من الأراضي، وكنا نشتغل فيها بالأجرة، وكنا راضيين ومبسوطيين، عشان كانت الدنيا رخيصة»، هكذا بدأ محمد أحمد محسب إسماعيل، أكبر معمر بالقرية التابعة لمركز ومدينة الطود جنوب المحافظة.
كرم الضيافة
في منزل قديم عبارة عن طابق أرضي ملء بالتشققات والتصدعات، يقيم صاحب المائة العام جالسا طوال الوقت في مدخله، حيث يعيش مع زوجته الثانية بمفردهما، بعد أن توفيت زوجته الأولى وأم أولاده، استقبلنا محمد أحمد محسب إسماعيل، أحد المعمرين "100 عام"، بابتسامة وترحاب، فشيخوخته وكبر سنه لم ينسياه كرم الضيافة.
ويسرد معمر الأقصر: "مبنساش كل الأيام اللى عشتها في حياتي، وفاكر كل حاجة، مرحتش جيش، كنت غير لائق، عاصرت عهود الملك فاروق والسادات وعبد الناصر، ومحمد نجيب، والبرنس كمال بالمريس".
أجر قرشين
"بدأت أخرج للعمل في سن الخامسة عشرة مع والدي الذي كان يعمل بالأجرة، وتقاضيت أول أجر مقابل عملي قرشين، وكنا بناكل البتاو والحميضة والسمن البلدي، وكان في صحة، ومكنش عندنا أي أمراض، حتى مكنش فيه أي دكاترة، غير دكتور للملاريا كان بييجي كل فترة يكشف على الناس ببلاش".
بطاطين ومراوح
وعن سؤاله عن مظاهر المعيشة، قال مكنش في بطاطين بالشتاء، ولا مراوح بالصيف، مافيش رفاهية زي دلوقتي، كان أول مرة أتغطى ببطانية في عمر 14 سنة، وكانت من متبرع للقرية، كنا نتغطى قبل كده "بالشوايل الخيش"، وندفا بالنار، ومكنش في ميه، كان في سقا يلف على البيوت.
15 جنيها
وتابع، تغيرت العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة، تزوجت بـ15 جنيها، اشتريت لزوجتي "قبقاب"، كان الأمر بسيطا، أما حاليا هناك مظاهر مبالغ فيها، وهذا سبب رئيسي لبقاء الشباب حتى سن كبير دون زواج.
مظاهر الاحتفال
وعن مظاهر الاحتفال بالزواج، قال صاحب المائة عام: "كان يزف الأهل العروس على حصان لمنزل الزوج، هكذا تزوجت زوجتي الأولى، وزوجتي الثانية، والتي تزوجتها بعد سن الـ80، بعد وفاة الأولى، بمبلغ 400 جنيه"، مضيفا: "لم نر ولم نعش أي مظهر للرفاهية الحالية، وعند وفاة شخص تستمر الجنازة 7 أيام، لمواساة أهل الميت، عكس الوقت الحالي لا يهتم أحد بمن حوله".
ورغم صعوبة الأيام، لكن تبقى الابتسامة والرضا وتسليم الأمور لله هي سر الصحة والسعادة بالحياة.
وتابع، تغيرت العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة، تزوجت بـ15 جنيها، اشتريت لزوجتي "قبقاب"، كان الأمر بسيطا، أما حاليا هناك مظاهر مبالغ فيها، وهذا سبب رئيسي لبقاء الشباب حتى سن كبير دون زواج.
مظاهر الاحتفال
وعن مظاهر الاحتفال بالزواج، قال صاحب المائة عام: "كان يزف الأهل العروس على حصان لمنزل الزوج، هكذا تزوجت زوجتي الأولى، وزوجتي الثانية، والتي تزوجتها بعد سن الـ80، بعد وفاة الأولى، بمبلغ 400 جنيه"، مضيفا: "لم نر ولم نعش أي مظهر للرفاهية الحالية، وعند وفاة شخص تستمر الجنازة 7 أيام، لمواساة أهل الميت، عكس الوقت الحالي لا يهتم أحد بمن حوله".
ورغم صعوبة الأيام، لكن تبقى الابتسامة والرضا وتسليم الأمور لله هي سر الصحة والسعادة بالحياة.