رئيس التحرير
عصام كامل

التطرف يحكم «ماسبيرو».. عمل مخرجة منفذة في نقل صلاة الجمعة يفجر أزمة.. «الظروف البيولوجية» حجة الرافضين.. اجتماع 2011 يرفض اشتراك النساء في نقل شعائر الصلاة بالمساجد الكبرى

ماسبيرو
ماسبيرو

شهدت أروقة ماسبيرو، خلال الأيام القليلة الماضية، أزمة شائكة؛ حول مشاركة العنصر النسائي في عملية نقل الصلاة من المسجد على الهواء مباشرة؛ مما يكشف عن كارثة، وهي أن التطرف ما زال يحكم المبنى.


وكانت قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون اتفقت في اجتماع لها عام 2011، على منع السيدات من الاشتراك، أو إخراج، البث الحي للصلوات والاحتفالات الدينية التي تجري وقائعها في ساحات المساجد الكبرى، مبررين ذلك بما وصفوه بـ«الظروف البيولوجية»، وما يمكن أن يواجهها أثناء العمل، كما رفض جمهور المصلين وجود «امرأة» بالمسجد أثناء الصلاة.

بداية الأزمة
بدأت الأزمة عندما أصيب أحد المخرجين «جمال السعيد» بمرض مفاجئ، فحال بينه وبين السفر إلى شرم الشيخ لإخراج نقل صلاة الجمعة؛ مما استدعى سفر زميلة له هي «عبادة أبو سنة»، وإخراجها نقل صلاة الجمعة، في ذلك اليوم.

من جانبه، قال عبد العزيز عمران، مدير عام الإذاعات الخارجية والتراث: «إن عمل السيدات في نقل صلاة الجمعة تم رفضه في أول اجتماع في عام ٢٠١١؛ نظرًا للظروف البيولوجية التي يمكن أن تتعرض لها السيدات، وكذلك رفض جمهور المصلين تواجد السيدات وسط الرجال في المسجد للعمل، الأمر الذي تعرضت له نفس الزميلة في أحد المساجد أثناء وجودها، إذ كاد يشتبك الجمهور معها وفريق العمل حينها، فضلًا عن العمل داخل المسجد مخرجا منفذا يتطلب حمل مقعد القارئ، والوجود وسط المصلين؛ لمنعهم من إعاقة عمل الكاميرات، وهذا ما لا يمكن أن تقوم به سيدة.

وأضاف عمران، في مذكرة رفعها إلى رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية، أن وزارة الأوقاف ترفض وجود السيدات وسط الرجال بالمسجد، وتخصص لهن أماكن وأبوابًا خاصة.

وقال في مذكرته: لم تعمل الزميلة عبادة أبو سنة مخرجًا منفذًا لصلاة الجمعة على الإطلاق، أما عن عملها، هي وزميلاتها، في صلاة الفجر فقد تم رفضه تمامًا من رؤساء التليفزيون ورؤساء القنوات السابقين، وتم حذفها من ميزانية صلاة الفجر منذ ٢٠١١ تقريبًا.. وأما عملها في إخراج بعض الاحتفالات فهو بقرار منفرد منكم -يقصد رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية- تتحملون مسئوليته وحدكم، لرفضي ذلك.

فتح مكة
وأكد عمران أن الاحتفال بفتح مكة لم يكن في المسجد، وحفل رؤية الهلال كان بعد أن خرج المصلون من المسجد، وذكرى غزوة بدر من السرادق المقام أمام المسجد.

وطالب بإحالة الواقعة للشئون القانونية؛ حتى يمكن تحديد المسئولية ومحاسبة المخطئ، وحتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء، على حد قوله.

في المقابل، يؤكد محمد القاضي، مدير إدارة الإذاعات الخارجية، والذي أخرج نقل صلاة الجمعة من مدينة شرم الشيخ يومها، أن «عبادة» عملت يومها بدون مقابل مادي، إذ لم يتم إدراجها بالميزانية، حسب تعليمات رئيس الإدارة المركزية، وأنه سبق لها العمل مخرجة للهواء في احتفال وزارة الأوقاف بفتح مكة من مسجد السيدة نفيسة، وحفل رؤية هلال رمضان، واحتفال «الأوقاف» بذكرى غزوة بدر.

وما أن شاهد بعض القيادات العاملة في ماسبيرو اسم «عبادة أبو سنة» على مقدمة نقل صلاة الجمعة من شرم الشيخ، حتى ثارت ثائرتهم، ورفعوا احتجاجًا إلى رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية، واصفين إخراج «سيدة» لعملية نقل الصلاة بـ«التجاوز» و«مخالفة التعليمات».

المثير أن القاضى أكد في مذكرته إلى مدير عام الإذاعات الخارجية أن المخرجة سبق لها أيضا العمل كمخرج منفذ في صلاة الجمعة بل ومخرج مساعد في صلاة الفجر، وهو ما يرد على الانتقادات.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية