رئيس التحرير
عصام كامل

سامارا.. حكايات مرعبة من تاريخ «مدينة الدم» في روسيا (صور)

فيتو

تلتقي السويد مع إنجلترا غدا في مباراة ربع النهائي لكأس العالم في مدينة «سامارا» الروسية، والتي كانت واحدة من أكثر المناطق تضررًا من المجاعات الروسية عام 1920.


ونشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريرًا يرصد ما تعرضت له المدينة الغنية والتي تستقبل كأس العالم، من مجاعات قاتلة اضطرت مواطنيها إلى أكل لحوم بعضهم البعض.

أكل لحوم البشر
وبحسب الصحيفة، اضطر المواطنون الروس إلى أكل العشب والأوساخ والكلاب والقطط والجلود وقتل أولادهم وتناول لحومهم من أجل البقاء، بعدما عانت روسيا من مجاعة قاتلة أودت بحياة ما يقرب من 5 ملايين شخص في روسيا البلشفية بين عامي 1921 و1922، قبل موت "فلاديمير لينين" عام 1924، حيث تولى مسئولية البلاد منذ عام 1917 وأمر بمصادرة المواد الغذائية التي زرعها الفقراء وأعلن قتل الفلاحين جوعًا.

5 سنوات
وتأصلت المجاعة بشكل قوي بسبب المشكلات الاقتصادية التي خلفتها الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية التي استمرت 5 سنوات، وجفاف عام 1921، وهو ما تسبب في معاناة أكثر من 30 مليون روسي من سوء التغذية، وكانت النتيجة ظهور السوق السوداء لتجارة لحوم البشر، ولم تتخذ الشرطة حينها أي إجراء حيث اعتبرت ذلك طريقة شرعية للبقاء.

وأظهرت الصور زوجين يبيعان أطراف وأعضاء بشرية كلحم في سوق عام 1921، وأطفالا يعانون من سوء تغذية حاد، وكانت مجموعة من الأكاديميين الروس قد توصلت إلى نماذج على أكل لحوم البشر وجثث الموتى، ووصفوا كيف رفضت إحدى السيدات دفن جثة زوجها لأنها كانت تأكلها، كما كان الفلاحون ينبشون القبور الحديثة لاستخراج الجثث وأكلها، ويأكلون حيواناتهم الأليفة، ولم تتخذ الشرطة آنذاك إي إجراء؛ إذ كان أكل لحوم البشر يعتبر طريقة شرعية للبقاء على قيد الحياة.

ومع انتشار أخبار المجاعة الروسية في جميع أنحاء العالم، شارك البريطانيون والسويديون في عملية ضخمة لإنقاذ الأطفال، كما قاد الدكتور فريدجوف نانسن، بعثة ضخمة للتحدث عن الرعب الذي تعيشه روسيا نتيجة المجاعة، قائلًا: "هناك أشخاص تتراوح أعدادهم من 20 إلى 30 مليون شخص يعيشون في مجاعة منهم 10 ملايين مهددون بالموت، إضافة إلى أن روسيا مهددة بالإبادة، مضيفًا أن المناطق الضخمة أصبحت عبارة عن صحارى فارغة تحتاج عاجلًا إلى مساعدة فورية لا يمكن المبالغة فيها.

مساعدات لمناطق الدمار
وصل وقتها مساعدات غذائية منظمات الصليب الأحمر السويدي بالفعل إلى مناطق الدمار، ولكن فريدجوف نانسن، طلب من العمال البريطانيين تقديم المساعدة عند عودته، كما زار الصحفي الإنجليزي السير فيليب جيبس، المنطقة وأفاد بأن سامارا ومئات الأماكن الأخرى يقتل فيها الأطفال من قبل الآباء الذين لا يستطيعون إطعامهم.

لم تتوقف المجاعات على البشر فقط في سامارا، وبالرغم من وجود 28 ألف طفلا مقتولا إلا أنه تم تجويع الطيور التي كانت تسقط من العش إلى الأراضي اليابسة ومن ثم يتغذى عليها الروس، ما أدى إلى انقراض الطيور حينها هناك.


الجريدة الرسمية