الإنسانية قبل القانون.. قصة المزارع الفرنسي صديق المهاجرين
قضت المحكمة الفرنسية العليا اليوم الجمعة، بضرورة وجود مبدأ الأخوة، والذي كان ينبغي أن يحمي مُزارع زيتون من الملاحقة القضائية بسبب دوره في مساعدة مئات المهاجرين على دخول البلاد بطريقة غير شرعية.
وقد تلقى «سيدريك هيرو» حكمًا بالسجن لمدة أربعة أشهر مع وقف التنفيذ في أغسطس الماضي، بسبب نقله مهاجرين من الحدود الإيطالية إلى منزله في وادي رويا بجنوب شرق فرنسا وإيوائهم في مخيم مؤقت في أحد مواقع السكك الحديدية المهجورة.
ودافع هيرو عن نفسه قائلًا: إنه يعتقد أن من واجبه توفير الغذاء والمأوى للمهاجرين اليائسين الفارين من الحرب والفقر والقمع، بحسب "رويترز".
وأشارت المحكمة الدستورية إلى أن مفهوم الأخوة يمنح حرية مساعدة الآخرين، لأغراض إنسانية دون النظر إلى قانونية إقامتهم في الأراضي الوطنية، كما يعتبر مبدأ الأخوة في فرنسا هو إحدى القيم الثلاث التي تشكل شعار فرنسا الوطني الدستوري وهي: "الحرية والمساواة والإخاء".
وطالبت المحكمة البرلمان الفرنسي بتكييف القانون، وقد يتردد صدوره في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي في وقت تشهد انقسامات عميقة داخل الاتحاد حول كيفية التعامل مع المهاجرين.
وكانت فرنسا شددت الرقابة على الحدود عام 2015 على المهاجرين الذين ينجحون في اجتياز البحر الأبيض المتوسط من ليبيا ومناطق أخرى إلى إيطاليا، فغالبًا ما يذهبون إلى الشمال ويحاولون التسلل عبر الحدود الجبلية إلى فرنسا.
كما ينص القانون الفرنسي الذي يشمل دخول الأجانب والحق في اللجوء إلى أن أي شخص يساعد في الدخول غير القانوني أو الحركة أو الإقامة لأجنبي في فرنسا يكون عرضة للسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى 30 ألف يورو.
وبالرغم من ذلك فإنه يمنح الحصانة لأي شخص يقدم هذه المساعدة إلى أجنبي دون الحصول على أي شيء، مثل: المال في المقابل.
وقالت المحكمة إن عبارة "إقامة غير قانونية" ينبغي إزالتها لضمان أن يمتد مبدأ الأخوة ليشمل أولئك الموجودين في فرنسا سواء بشكل قانوني أو غير قانوني.