«شرطة أخلاق داعش» طريق الألمانيات لمغامرات القرون الوسطى.. التنظيم ينجح في تجنيد عشرات الفتيات رغم الحصار والمطاردة.. المال والسطوة وإثارة الخيال وسائل جذب الداعشيات الجدد
التنظيم لم يمت بعد، هكذا يحاول تنظيم داعش، إرسال إشاراته بين فترة وأخرى؛ يوضح للجميع قدرته على التحدي، في مواصلة القتل والتدمير وسفك الدماء، وتجنيد المزيد إلى جوار جنوده، وترميم الصفوف التي دمرت على مدار عامين، من قبل التحالف الدولي، الذي يتتبع التنظيم ويحرق الأرض تحت أقدامه في كل مكان يمكنه الوصول إليه «فيتو» تكشف التفاصيل.
كيف يجند داعش نساء الغرب؟
من أٌقصى شمال القوقاز والشيشان، إلى ألمانيا، يحدد تنظيم داعش بوصلته، في هذا المجتمع المفتوح لا فرق في اتخاذ القرار بين سيدة ورجل، ويلجأ التنظيم الإرهابي لتجنيد مراهقات ألمانيا، ويجلبهم إلى الفلوجة والموصل بالعراق، بحجة مراقبة التزام النساء بقواعد السلوك والملبس التي حددها التنظيم الإرهابي، وهي مزاعم مزيفة، تبرر سعيه لتنقية صفوفه في أخطر لحظات يمر بها التنظيم منذ نشأته القصيرة، التي لم تتجاوز 6 سنوات.
كان لنجاح أوروبا في التعامل مع قضية العائدين من داعش، الأثر الأكبر في كشف هذه الأسرار للمجتمعات الأوروبية التي تعاني من اختراق داعش لها، استغلالا لمناخ الحريات السائد هناك، بما يجعله يلجأ لإثارة الخيال عند مراهقات، ينظرن إليه باعتباره مصباح علاء الدين، الذي سينقلهم إلى عصور القرون الوسطى، التي قرأوا عنها في الروايات، لذا اعتنق بعضهن الإسلام، والبعض الآخر تظاهر به.
شرطة أخلاق داعش
لجأ داعش إلى تجنيد الفتيات الألمانيات تحديدا فيما يسمى بـ«شرطة أخلاق داعش»؛ إحداهن كانت حديث العالم قبل أسبوع، وتدعى جينفر 27 عاما، وبالحديث معها كشفت عن قصص مرعبة، بعدما خضعت ذاتيا لأمر اعتقال، بعد عودتها من داعش إلى ألمانيا، بسبب محاصرة التنظيم وتضييق الخناق عليها، وبتفتيش شقتها الواقعة في مدينة فيشته بولاية سكسونيا السفلى، أذاع الادعاء العام الاتحادي، كواليس انضمام الشابة الألمانية إلى داعش بالعراق، ولماذا استمرت منذ عام 2014 حتى عام 2016.
توظيف التكنولوجيا
وبحسب عوض الحطاب القيادي بحركة تمرد الجماعة الإسلامية، يستخدم داعش الإنترنت ببراعة بجميع لغات العالم، يقتحم الشبكات الاجتماعية ويبدأ في تتبع الفتيات اللاتي يستشعر من خلال تعليقاتهن، انطوائية وعدوانية ملفتة، ليبدأ على الفور في الحديث معهن بمعسول الكلام، والحديث عن الطريقة المثلى في الحياة، ويقدم لهن الدعم النفسي الكامل، بما يجعلهن تحت سيطرته.
ويضيف: المرحلة الثانية تتجلى في إقناعهن بضرورة السفر إلى أراضي الجهاد، وهناك عدة مراحل للإغراء مرة بالإثارة بخوض تجربة حياة جديدة في ظل المغامرات، بجانب المال السخي، موضحا أن التنظيم لايجد مشكلة في «ضرب أوراق» ووثائق مزورة، سواء أثناء مغادرة الفتيات ألمانيا وأوروبا، أو رحلة العودة إليها، حتى لاتقودهن أوراقهن الأصلية إلى ما يفيد بالكشف عن هويتهن الحقيقية.
قصة الألمانية "جينفر"
ما يتحدث عنه الحطاب، يتفق مع ما جاء في محضر الشرطة الألمانية التي قالت إن جنيفر، كانت تتقاضى أجرا عن عملها في «شرطة الأخلاق»، أو ما يعرف بالحسبة، بما يقدر بنحو 100 دولار، مقابل تمشيط الطرقات في مدينتي الفلوجة والموصل.
كان عمل جينفر مثيرًا لها، خصوصا أنها تتعامل وكأنها حاكمة سادية على عالم النساء، تراقب هذه وتلزم تلك بضرورة مراعاة قواعد السلوك والملبس التي حددها تنظيم داعش، ومن يخالف يتعرض للعقوبات وفق الشرع الداعشي، وتحضره تلك المجندات في أحد الميادين العامة، بما يزيد من حالة الإثارة البولسية والتاريخية عندهن.
ينهي القيادي بتمرد الجماعة الإسلامية حديثه: الطغيان جاذب كما هو الجمال والحق والخير، وتنظيم داعش كان ولازال يستطيع اصطياد زبائنه.
