هبوط حاد في المهنية !
مشاكلنا كثيرة ومتنوعة ولكن أهمها على الإطلاق هي مشكلة تراجع المهنية في كل المجالات وليس في مجال الصحافة والإعلام الذي تبدو فيه هذه المشكلة صارخة.. غير أننا لو دققنا النظر حولنا وفى أحوالنا سوف نكتشف أن غياب المهنية مشكلة صارخة أيضا في مجالات أخرى غير الإعلام والصحافة، وربما كانت أكثر حدة.
إننا نؤذى أنفسنا بتراجع المهنية وهبوطها على هذا النحو المثير للقلق والإزعاج، لنا بذلك نفرغ الكثير من أعمالنا من سمة الإتقان إلى تعد فريضة أساسية في العمل، أي عمل سواء كان عملا بدنيا أو عملا ذهنيا، وسواء كان عملا مهما أو عملا عاديا متواضعا.. بل إننا نمنح الفرصة لمن يتربصون بِنَا ويردون بِنَا شرا لكى ينفذوا ما يبغونه ويخططوا له، ونبدد الكثير من الجهد والوقت في أعمال غير متقنة.
وإذا كنّا نريد أن نعيد للعمل أهميته ومكانته التي ضاعت في المجتمع، من خلال إعادة بناء الإنسان المصرى، فإن ذلك يجب أن يرتبط بنشر ثقافة الإتقان في العمل، وتكريم الأكثر إتقانا في عمله في شتى المجالات، ابتداء من عامل النظافة إلى سيادة المحافظ ومعالى الوزير ولندرك أننا لن نحمى دولتنا الوطنية إلا بالإتقان في أعمالنا.
فهو سيمنحنا أفضل السياسات وأفضل المسئولين وأفضل الخطط، وأيضًا أفضل الأعمال، فإن المهنية والإتقان في العمل يستدعى دوما الكفاءة التي نحن في أشد الاحتياج إليها.
