في ذكرى استقلال الجزائر.. أبرز المعلومات عن ثورة بلد المليون شهيد
يعد الخامس من يونيو من أهم التواريخ لدى الجزائر، حيث يوافق تاريخ اليوم الذي استطاعت فيه الجزائر نيل استقلالها واسترجاع سيادتها الوطنية المسلوبة لمدة 132 عامًا من الاحتلال واستغلال ثرواتها الوطنية والطبيعية من قبل فرنسا.
وتحتفل الجزائر في مثل هذا اليوم من كل عام احتفالًا باستقلالها وترحمًا وعرفانا على شهدائها ودمائهم الطاهرة حيث أنها فقدت مليون شهيد في فترة الاحتلال في حين أن عدد سكانها كان يبلغ 6 ملايين فقط.
احتلال واستقلال
ورغم أن 5 يونيو هو ذكرى استقلال الجزائر عام 1962 إلا أنه يوافق اليوم التعيس في حياة الجزائر عام 1830 عندما تمكنت فرنسا من تحقيق نواياها التوسعية المتمثلة في احتلال الجزائر ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والقوانين الدولية آنذاك.
ثورة الاستقلال
وبعدما فشل الانتفاضات الشعبية في الجزائر وفشلت في تحقيق الاستقلال من قبل الأحزاب السياسية، وتدهورت أوضاع البلد كافة معيشية واجتماعية وثقافية، اتفق الشعب الجزائري على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وقرروا للتحضير لثورة تحريرية عام 1954، وانطلقت من قبل حفظة القرآن من المساجد، بعدما ناقشت لجنة الستة قرار الثورة والأمور المهمة واختيار الأول من نوفمبر كتاريخ انطلاق الثورة بسبب وجود أعياد مسيحية عند الفرنسيين فكانت الفكرة إدخال عامل الحزن والضيق عندهم.
وجاءت مشاركة آلاف من الجزائريين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية في القتال تحت الراية الفرنسية ومع انتشار الأفكار التحررية سمح للمقاتلين الجزائريين بتنظيم أنفسهم بشكل جيد.
ويعد كفاح الشعب الجزائري الذي اندلع في بداية نوفمبر 1954 يدخل ضمن الحركة الواسعة من أجل تحرير الشعوب، بعد اتخاذها سبيل المواجهة العسكرية كحتمية فرضت عليه من طرف محتل لا يتجاوب مع أية سياسة واقعية وغير قادر على تجاوز عقدة الاستعلاء والاحتقار تجاه شعب الجزائر.
بلد المليون شهيد
وعرفت الجزائر ببلد المليون بسبب فقدانها أكثر من مليون شهيد جزائري في ثورة التحرير ضد الاحتلال وعدد سكانها أساسًا لا يتعدى ستة مليون في تلك الفترة، وقد دام الاحتلال الفرنسي على الجزائر قُرابة 132 سنة.
لكن بعد أكثر من 7 سنوات من الكفاح والتضحيات ونحو 1.5 مليون شهيد، فإن الثمن المدفوع كان غاليا جدا فبالرغم من المجازر وأعمال العنف التي مورست في حق الشعب ورغم الدعاية للجيش الاستعماري ضد المجاهدين فإن الكفاح المسلح تم خوضه بشجاعة وعزيمة.
نشيد وطني
وبداية عام 1956 كتب نشيد وطني للجزائر يعبر عن الثورة الجزائرية، نشيد قسمًا بكل ما فعلته فرنسا بحق الجزائر ويعتبر من أقوى الأناشيد الوطنية ليس فقط بالجزيرة العربية وإنما بالعالم أجمع.
حتى أن فرنسا طالبت من الحكومة الجزائرية بحذف مقطع يا فرنسا من النشيد الوطني الجزائري، لكن الجزائريين رفضوا لأن فرنسا لم تعترف بجرائمها ضد الجزائر وما يزال مقطعا رسميًا من النشيد الوطني.
انتباه عالمي
وتمكنت الثورة الجزائرية من جلب الرأي العام العالمي حول عدالة القضية الجزائرية في حربها من أجل استرجاع السيادة الوطنية فسجلت بذلك الجزائر مكانتها في كتب التاريخ وفي أذهان الشعوب المتطلعة للحرية.