«لاتفيا» جنة الله في أوروبا
رغم صغر مساحة دولة لاتفيا، لكنها من أجمل المناطق على سطح الأرض، ليس لمظاهرها الخلابة فقط، وشلالاتها المتعددة، بل أيضا لحيواناتها النادرة، وغاباتها الكثيفة التي تعتبر بيئة خصبة للعديد من الرياضات والأنشطة السياحية.
تقع لاتفيا على السواحل الشرقية لبحر البلطيق، في شمال أوروبا على الشواطئ الشرقية لبحر البلطيق عند خليج ريجا، يحدها من الشمال إستونيا ومن الجنوب ليتوانيا، وبيلاروسيا، ويحدها غربا روسيا ويفصلها عن السويد، ويقع 98٪ من البلاد تحت ارتفاع (656 قدما)، باستثناء السهول الساحلية، وتتميز لاتفيا بمناخ رطب ومعتدل وشبه قاري، حيث تكون الأجواء دافئة خلال فصل الصيف، معتدل البرودة خلال فصل الشتاء.
وفى كثير من الأحيان تكون هناك مستويات عالية من الرطوبة وهطول الأمطار، ويمكن القول إن الأحوال والظروف المناخية في البلاد تتأثر بقربها في المسافة من بحر البلطيق، ولعل أهم ما تتميز به لاتفيا هو أن معظم أرضها يتكون من سهول منخفضة خصبة ومرتفعات، وتتسم البلاد أيضًا بمناظرها الطبيعية الخلابة، فتنتشر الغابات الشاسعة بالتناوب مع الحقول والمزارع والمراعي، والأراضى المزروعة وبساتين من شجر القضبان، ويوجد بها أيضًا مئات الكيلومترات من الشواطئ غير المطورة، التي تنتشر بها غابات الصنوبر، وكذلك مسافات كبيرة من الكثبان، ومساحات ممتدة من الشواطئ الرملية البيضاء.
يوجد بلاتفيا التي تبلغ مساحتها 64،589 كم، أكثر من ١٢٠٠٠ نهرا وأكثر من ٢٠٠٠ بحيرة تغطى الغابات أكثر من نصف أراضى لاتفيا، ويكثر بها أحجار الجفت، والدولوميت، الحجر الجيري، والموارد الطبيعية الشحيحة، كما أن لاتفيا لديها 531 كم من الساحل الرملي، وموانئ عدة وأشهرها يابايا وفنتسبيلز على ساحل بحر البلطيق.
أغلب الغابات في لاتفيا مختلطة، وتنمو فيها أشجار الصنوبر، والشوح، والقصب، والنغت والسنديان القوى، والزيزفون،والمران العالي، والقيقب، وتنتشر غابات الصنوبر في مناطق يورمال وأيضًا في أحواض فينتاس وأوسماس، كما يوجد بها أندر أنواع غابات السنديان القوى، وأوسع مناطق الغابات موجودة في شمال فيدزيمي، وتحوى لاتفيا أكبر عدد من المستنقعات المائية التي تشغل 9٫4% من مساحة الدولة، وهى رطبة باستمرار، ذات مياه راكدة.
المساحة المتبقية من لاتفيا هي أراض زراعية وتستعمل لزراعة الحبوب وأشهرها القمح والشعير، والشوفان، والخضراوات مثل البطاطا، والشمندر، والجزر، والملفوف، والخيار، واليقطين، بالإضافة إلى السلجم والكتان، والأشجار المعمرة كالتفاح، والخوخ، والكرز، والجاص، كما ينمو بها الشجيرات المعمرة كالتوت العليق، والمشمش الأحمر، والعنب الآسيوي، والفراولة، كما تضم المروج والمراعى المخصصة لتربية الحيوانات المنزلية وأبرزها الأحصنة والأغنام والجاموس والبقر، وتقع لاتفيا في السهل الأوروبي الشرقي، وتقتصر تضاريسها على الهضاب والسهول، إلا أن السكان اللاتفيون يسمون التلال العالية -التي يعتبر أقصى ارتفاع لها ٣١٢ متر- جبالا مثل جبل جايزينش أعلى قمة جبل وتقع معظم الجبال بمنطقة هضاب فيدزيمي، لاتفيا بها أوسع شلال مياه في أوروبا وهو “فينتا رابيد” في منطقة كولديجا، وهو واحد من أشهر المزارات الطبيعية في لاتفيا، وهناك أيضًا منحدرات ديفونيان المصنوعة من الحجر الرملى التي توجد في حديقة جوجا الوطنية، ولا تخلو لاتفيا من الجبال الشاهقة والتي تنشط سياحة تسلق الجبال والتزلج على الجليد، وأبرز الجبال بها جبل جايزينش وجبل كريفو، وتقع في منطقة هضاب فيدزيمى، كما توجد أربع حدائق أبرزها حديقة جواجا الوطنية إحدى أقدم الحدائق في لاتفيا، وأكبرها حجمًا، وتتميز بتنوع تضاريسها، وكهوفها، وينابيعها الطبيعية، وتمتد الحديقة على مسافة تبلغ 90.000 هكتار، كما يوجد بها صخور رملية فاتنة، وعدد من الكهوف منها أكبر كهف بلاتفيا يسمى جوتمانيا آلا، وبالتالى فإن التنزه فيها يتطلب وقتًا طويلًا للاستمتاع بسحر جمالها ومناظرها الخلابة، وكذلك حديقة كيميرى الوطنية في منطقة زيمجيل، والتي يوجد بها مسار خشبي، وتتميز بمستنقع كيميرى الثرى بالحياة البرية والبحرية، كما يوجد بها ينابيع مياه الكبريت وحمامات، وحدائق وطنية وحديقة سليتير في منطقة كورزيمى والمشهورة بكثرة وتنوع الطيور المهاجرة بها.
ويوجد بها شاطئ بحيرة البلطيق الجليدى الذي لا يزال محتفظا ببرودته، فتشعر فيه وكأنك في القارة الجنوبية، وهناك الشاطئ البحرى المغطى بكثبان رملية، والتي تحيط بها جبال زيلى وتنتشر حوله السهول، وتعتبر دولة البلطيق كما يطلق عليها كنز الحدائق الوطنية حيث يوجد بها أربع محميات والتي تعددت أشكال الحياة البرية بها، ولكن إذا أردت أن تدخلها فلابد من الحصول على إذن خاص للقيام بالأبحاث العلمية أوللتمتع ببيئتها النادرة، كما يتميز البلد الساحر بثروة نباتية وحيوانية متنوعة، ويوجد بها نحو 77200 نوع وفصيلة، ومنها حيوان الموظ، القندس، الثعلب، الخنزير البري، الأيل الأحمر، والسنجاب، اليحمور الأوروبيّ، الذئب، والأرانب البرية والتي يعرف كثرتها بلاتفيا وحب السياح لها لدرجة أنهم غالبا ما يتوجهون للحدائق الموجودة بها لإطعامها، وحاليًا يوجد في لاتفيا نحو 3100 نوع من الحيوانات و630 نوعا من الطيور، التي تظهر بكثرة خلال فصل الربيع والصيف بالنسبة للثروة السمكية تحوى لاتفيا 70 فصيلة من الأسماك.