إهداء كتاب عن النبي محمد إلى مكتبة الفاتيكان
أهدى إمام المسجد الزجاجي (الشفاف) بمدينة بنسبيرج الألمانية «بنيامين إدريس»، الفاتيكان، كتابا أصدره عن النبي «محمد».
وارتبط إصدار الكتاب بخطاب ألقاه البابا السابق «بينديكت السادس عشر»، قبل سنوات، وتضمن عبارات حول النبي «محمد»، أثارت احتجاجات واسعة بدول إسلامية، مما دفع البابا حينها للاعتذار.
وأوضح «إدريس»، الذي يترأس منتدى الإسلام بمدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية، أن كتابه الذي أهداه لبابا روما السابق، والحالي «فرنسيس»، يعرّف باللغة الألمانية بالرسول الكريم.
ويحمل الكتاب الذي حقق معدلات انتشار لافتة بين المسلمين وغير المسلمين بسوق النشر الألمانية، عنوان «نبي يتحدث للعالم»، ويعرّف بشخصية الرسول الكريم من خلال أحاديثه وحكمه.
وقال: إنه يرد من خلال الأحاديث النبوية على اتهامات غربية وجهت عبر التاريخ لمقامه الشريف، ومن بينها ما ورد على لسان إمبراطور بيزنطي وكرره البابا السابق «بينديكت» عام 2006 في خطاب له، تسبب باحتجاجات واسعة بدول إسلامية ودفعه للاعتذار.
وأوضح «إدريس»، أن كتابه جاء ردا على محاضرة ألقاها البابا السابق «بينديكت السادس عشر»، بجامعة ريجنسبورج الواقعة بمسقط رأسه بولاية بافاريا عام 2006، وتحدث فيها عن علاقة العقل بالدين، وتعرض لموضوع آيات القتال بالقرآن الكريم، مستشهدا بنص تاريخي لحوار دار بين الإمبراطور البيزنطي «مانويل الثاني» وأحد المفكرين الفرس.
وذكر الكاتب أن مؤلفه، يؤسس لرد حقيقي على سؤال الإمبراطور الذي كرره «بينديكت» بمحاضرته: «قل لي ماذا أتى به محمد إلا الشر؟»، ويفند من خلال أحاديث نبوية مختارة النظرة الغربية التاريخية السلبية تجاه الرسول الكريم.
ويعرض كتاب «نبي يتحدث إلى العالم»، مائة حديث نبوي، تتعلق موضوعاتها بالحياة العامة والقيم الأخلاقية، موجهة للقراء دون تمييز.
وتتناول هذه الأحاديث موضوعات مختارة تشمل التسامح مع الآخر، وحقوق المرأة، والحفاظ على البيئة، وحقوق الحيوان، وإتقان العمل، ونبذ العنف والكراهية والتطرف، والدعوة للتحاب والسلام.
ولفت «إدريس» لابتعاده في كتابه عن التقيد بالترجمة الحرفية، ومراعاة المعاصرة للوصول لعقل القارئ غير المسلم، وتيسير فهمه دون ابتعاد عن صيغة النص الأصلي للأحاديث.
وقال: إن كتابه الذي وجد صدى واسعا بين الجمهور الألماني، من عامة القراء ومن شخصيات معروفة، يسد نقصا كبيرا موجودا بسوق النشر الألمانية بترجمة الأحاديث النبوية.
وخلص إلى أنه هدف من كتابه لتعزيز روح المعرفة الصحيحة، والإسهام في التعريف بالرسول من خلال أحاديثه كشخصية محورية لعبت دورا كبيرا ببناء مجتمع مسالم، مثّل القدوة بنشر الاحترام المتبادل والتسامح بين المسلمين وغير المسلمين.
من جانبهما، وجّه بابا الفاتيكان الحالي «فرانسيس» وسلفه «بينديكت السادس عشر» رسالة شكر لـ«إدريس»، ردا على إهدائه لهما الكتاب.
وثمّن البابا السابق والحالي، في رسالتين إلى «إدريس» ما تضمنه كتابه الذي دخل مكتبة الفاتيكان من تصحيح لتصورات سلبية سائدة عن الإسلام ورسوله، وسعيه لمد جسور من الاحترام المتبادل بين الإسلام والمسيحية.