كأس العالم.. أزمة الأخلاق وتزييف الحقائق!!
بديهي أن يتفاقم حجم الغضب لدى المصريين؛ ليس بسبب الخروج من بطولة كأس العالم ولكن نتيجة للمستوى الفني الهزيل الذي شاهدناه خلال الدور الأول.. ورغم إدراك أغلبية المصريين أن منافسات كرة القدم مكسب وخسارة، وهذا حال أي لعبة رياضية، إلا أنهم أصيبوا بخيبة الأمل على المنتخب الذي ذهب إلى المونديال.. ليس من أجل تحقيق الفوز والظهور بالمستوى اللائق، ولكن من أجل أشياء أخرى، فكانت النتيجة حتمية أن يخرج من المونديال دون أن يحقق أي مكاسب ولو معنوية، تجعل الجماهير وبخاصة التي زحفت إلى روسيا من كافة أنحاء العالم لمساندته تشعر برحيق الأمل في المستقبل..
لقد خرج بعض الجماهير على النص وبدلًا من النقد البناء رأينا الشتائم والسباب تنهال على أفراد البعثة بشكل فج لا يتناسب مع القيم والمبادئ التي تعودنا عليها، وهو سلوك مرفوض شكلًا وموضوعًا، بعد أن اختفت الأخلاق بعد الاتهامات التي وجهت إلى أفراد البعثة وقد ساهمت في تلك الصورة للأسف وسائل الإعلام بعد السماح لأصحاب الصوت العالي والمواقف غير الأخلاقية بنشر السموم التي يبثونها في المجتمع..
الإعلام أيضًا يتحمل المسئولية لأنه قام بتهيئة الأجواء أمام الجماهير بأن المنتخب قادر على التأهل للدور الثاني بسهولة في ظل ضعف المنافس فبدأت الأفراح والاحتفالات قبل الذهاب إلى المونديال من قبل أفراد البعثة واللاعبين على وجه الخصوص الذين حصدوا الأموال من الإعلانات والظهور على قنوات الفضائيات، وبالتالي تكون الصدمة والصراخ على قدر الألم الذي وقع..
اتحاد الكرة مسئول مسئولية كاملة عما حدث ولا يستثني من المحاسبة، ولكن بالطرق المشروعة وكان ينبغي عليه تقديم استقالته لامتصاص حجم الغضب في الشارع المصري، لكن إصرار رئيس الاتحاد المهندس هاني أبو ريدة على عدم الاستقالة وتزييف الحقائق شيء مرفوض ولا يجب أن يمر مرور الكرام وهذا دور المسئولين في كشف الحقائق لتهدئة الرأي العام.. أما السكوت وغض الطرف عن تجاوزات البعثة بكامل أفرادها يعد أمرًا في غاية الخطورة ولا يؤهلنا إلى طريق الإصلاح وتلافي الأخطاء في المرحلة القادمة.