رئيس التحرير
عصام كامل

ثلاثية «الثعابين والبيض والسم» في «منية السعيد» بالبحيرة.. أهالي الضحايا: المسئولون يتحدثون من خلف المكاتب ويتركوننا في الجحيم.. 5 آلاف «بيضة مسمومة» دون جدوى.. التنفيذيو

فيتو

قرية منية السعيد التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة، «اسم على غير مسمى»، بسبب ما يشهده الأهالي، من فزع ورعب نتيجة ما وصفوه بهجوم الثعابين، أهالي القرية قرروا الاعتماد على أنفسهم بعد فشل المحاولات الرسمية من قبل مديرية الصحة والأجهزة التنفيذية في المحافظة، من خلال شراء نحو 5000 بيضة وحقنها بمادة سامة لمواجهة الثعابين، داخل الأماكن المحتمل أن تكون أوكارا وتختبئ بها تلك الثعابين، وتم وضع البيض بها.


فقام الأهالي وفقًا لما رواه الشيخ سامح محيسن، واعظ بالأزهر، أحد أهالي القرية، باصطياد 3 أفاعي، قائلًا: «إن أي مسئول يقول إن المدينة خالية من الثعابين منذ وضع البيض المسسم كاذب، فليس معنى عدم وفاة أحد منذ وضعه أن الظاهرة انتهت والدليل اصطيادنا لـ 3 من أنواع أفاعي الكوبرا من نفس الفصيلة، التي كان في السابق يتم اشعال النار بها لكنهم قرروا أن يحرروا محاضر بالثعابين التي تم اصطيادها ليؤكدوا لهم بالطريق الرسمي».

وتابع، إن الأفاعي لا تزال موجودة بالقرية، حيث إن توزيع البيض تم بطريقة عشوائية تدل على عدم دراية لأنه حسب بعض الخبراء في علم الزواحف - على حد قوله - أن الأفاعي لا تأكل البيض وأنواع قليلة جدًا التي تأكل البيض والثعابين الصغيرة أما الكوبرا فلا تأكل، مؤكدًا أن هناك بعض الأفاعي قطرها لا يقل عن 30 سم ومن يراها يهرب بعيدًا وتتسبب في ذعر بين الأهالي.

أهل القرية
وأضاف محمد الشورى، محام من أبناء القرية، أن القرية تعرضت لخسائر فادحة منها 5 حالات مثبتة خلال سنتين توفيت آخرهم منذ يومين "صبري سعيد بدوي" 18 سنة، الذي توفي يوم الأحد الموافق 1 يوليو 2018، وهناك عدد من الإصابات الأخرى بلغت 15 إصابة، بالإضافة إلى نفوق عدد من الماشية، علاوة على أن الفلاحين انتابتهم حالة من الذعر أجبرتهم على عدم مزاولة أعمالهم بالنزول إلى أراضيهم، خوفًا من الأفاعي.

ويتابع عبده غنيم المحامي أحد أهالي القرية، أن موضوع "الرفاعية" ليس له أساس ونحن مؤمنون بالتخصص والعلم والدين بعيدًا عن الخرافات، ولقد تحدثنا مع "أحد الرفاعية فأكد أن كل ما يمكنه فعله هو القراءة ورش الماء ليتم إبعاد الثعابين لكنه لا يستدعيه ويضعه في جوال كما يشاع أو يروج على الإنترنت.

ويستطرد "غنيم" أنهم لجأوا إلى المتخصصين الذين حضروا إلى القرية بعد أربعة أيام من وفاة "صبري سعيد بدوي" أحدث ضحايا الأفاعي، وأكدوا أن استخدام البيض حل سريع، وأن هناك لجان متخصصة من الزراعة والبيئة سيحضرون إلى القرية وهناك لجنة من كلية الزراعة حضرت للقرية ولا نعرف أي شيء عن تقريرها، مشددًا على رفض الأهالي لأحاديث المسئولين عن كون الموضوع ليس ظاهرة، والدليل هناك العديد من الأفاعي التي يتم اصطيادها يوميا، مشددًا على أن الضحية الأخير لم يتأخر كما يتم ادعاءه، بل وصل بعد ربع ساعة للمستشفى وتم تركه لمدة ساعة ونصف الساعة.

أهالي الضحايا يتحدثون
يقول عبد الباسط الشوري، شقيق أحد ضحايا لدغات الثعابين إن شقيقه تعرض للدغة ثعبان في عام 2015، وهناك ضحايا قبل ذلك بخمس سنوات، وعندما أصيب ذهب للمستشفى وجد طبيب امتياز وبعد ساعة ونصف أعطوه المصل "إلا أنه توفى، مؤكدًا أن هناك عددًا من البلاغات التي تم تحريرها من بينها محضر وسحبه بعد علمه بالنية لتشريح جثة شقيقه، مستغربًا من عدم وجود مراكز سموم خاصة بالمحمودية التي تتواجد بها الثعابين، التي بدأت تنتشر بسبب الصرف الصحي الذي يتم تصريفه بالترع وأصبح هناك غذاء للأفاعي التي كانت تأكل بيضها في السابق، حتى وصل الأمر إلى أنها بدأت تصل في مواسير الصرف إلى المنازل.

وبدموع الحسرة والألم تروي والدة أحد ضحايا الثعابين بالقرية، وتدعى الحاجة "أم صبري" تؤكد أن ابنها الوحيد كان يعمل باليومية وكان ينفق عليها وعلى والده المسن المريض، وكان نائما بالأرض قبل أن يلدغه الثعبان وتم نقله بدراجة بخارية بسرعة، نافية تأخره عن الذهاب للمستشفى، مضيفة "الطبيبة قالت له: «أنت بتهزر مع الأفاعي والحناشين»، وبعد أن أعطته المصل قامت بحل الرباط فقال لهم: إنه لا يرى، فما كان من أحد المرافقين له ويدعى عم رضا طعيمة أن أخبره بأن الإنارة مضاءة وبعدها توفى، وهناك حالات تم تحويلها إلى مستشفى دمنهور ومنها إلى معهد السموم وتم إسعافهم لأنه تم علاجهم بشكل سليم.

المصل متوفر
من جانبه أكد الدكتور علاء عثمان وكيل وزار الصحة بالبحيرة أن جميع مستشفيات البحيرة الـ 21 متوفر بها المصل وأن الحالات التي أصيبت بالقرية هي خمس حالات فقط توفى أحدها بسبب تأخره عن الذهاب للمستشفى وأربع حالات أخرى تم شفاؤها، مشددًا على أن العاملين بالمستشفيات مستعدون لأي حادث مماثل.

ويؤكد الدكتور حسني عباسي، مدير مديرية الطب البيطري بالبحيرة، أن هذا الوقت يساعد على ظهور الثعابين، فتهرب من جحورها لتنتشر في الأماكن الأقل حرارة بالمساحات الخضراء، والقرية هي المأوى والبيئة المناسبة لما بها من بوص وأحراش وحشائش بكثافة، وتم عقد عدة ندوات إرشادية للأهالي لتوعيتهم من خطورة ترك البيئة الصالحة للثعابين، وتم استلام البيض الذي وردته المحافظة وحقنه بمادة سامة وهو اقتراح الأهالي وتم وتوزيعه بالأماكن المحتملة بالقرية.

وأشار إلى أنه منذ الإثنين الماضي الموافق 2 يوليو 2018، حتى الآن لم تبلغ بأي حادث ومدير إدارة المحمودية متواجد بصفة يومية مع أطباء وحدة بيطرية منية السعيد لتوفير كافة الإسعافات الأولية للحيوانات بالإضافة إلى الحملة المكبرة التي بدأت وغرفة عمليات بالمديرية على مدار 24 ساعة، وتم تشكيل غرفة عمليات بالقرية والإدارة البيطرية بالمحمودية، كما تم التنسيق مع الجهات الأخرى وعمل اجتماعات لمتابعة الوضع أولا بأول لأن الموضوع حياة إنسان مصري.
الجريدة الرسمية