«فيتو» ترصد معاناة المواطنين بعد غلق محطة مترو المرج الجديدة (فيديو)
خصصت وزارة النقل "ميني باصات" بلغ عددها أكثر من عشر حافلات، لنقل ركاب محطة مترو المرج الجديدة من وإلى محطة المرج القديمة، بعد قرار الوزارة بغلق محطة المرج الجديدة مدة خمسة أشهر لعمل إصلاحات داخلية للمحطة وتركيب بوابات إلكترونية وما إلى ذلك.
منذ تلك اللحظة بدت الأعين في محيط "نزلة" كوبري الدائري بجوار محطة المترو المغلقة، والتي تحولت إلى مخزن لأقفاص الفاكهة، شاخصة نحو الأتوبيس الأحمر ذي اللافتة المثبتة في مقدمته والتي تحمل عبارة "خدمة مترو المرج"، فما أن يدلف الباص الشارع الضيق المتكدس دائمًا بالمارة والباعة، يتدافع الركاب نحوه بقوة، قائلين: "لو معملناش كده مش هنروح بيتنا في ساعتين حتى، أجرة الأتوبيس جنيه، زحمة وحر وعطلة، لكن مجبرين هما أجبرونا على الوضع ده وقالوا لنا هتعيشوا كدة خمس شهور"، محمود الموظف بإحدى شركات منطقة العباسية بات يقطع طريقه بعد غلق محطة المترو في نحو ساعة ونصف، بعد أن كان الأمر متقصرًا على ثلث ساعة يقضيها في مترو خط المرج، نظير الخمسة جنيهات فئة التذكرة.
لم يكن الأمر باليسير على "سعدية"، ابنة منطقة السقيلي بجوار كوبري الدائري، لتقطع يوميًا شوطًا من المواصلات لا ينتهي قبل أن يفرغ جيبها مما يحويه، راتبها لا يتعدى الـ 270 جنيها، نظير عملها كعاملة نظافة في أحد مكاتب منطقة سراي القبة"، ما يدفعها لدفع أكثر من عشرين جنيها يوميًا لها ولابنتها، مقابل التحرك من وإلى البيت: "أنا دلوقتي ساكنة في السقيلي بركب 3 مواصلات علشان أكون في شغلي ده غير المترو، القرار غلط وهيعطل ناس كتير" يدفعها ضيق الحال للبكاء، تتلفت حولها في الميني باص، الوجوه تحمل المزيد من الأسى، "أنا نص مرتبي رايح على المواصلات، المترو كان أرحم كنا بندفع 6 جنيه فقط يوميا".
حافلة خلف الأخرى، ومازالت أعداد الركاب في ازدياد مطرد، لا يتحمله العدد الذي خصصته الوزارة لنقلهم، "أنا كنت شغال في خط مؤسسة الزكاة وسيرفيس العبور، كلموني أول امبارح في الشركة قالوا لي هتشتغل لمدة 8 ساعات يوميا في خدمة مترو المرج، تنقل الناس من وإلى المرج القديمة، مدة خمس شهور، الضغط شديد ليس فقط على الركاب ولكن علينا أيضا، الطريق ضيق والتنظيم غايب، وهذا جعلنا نستغرق في الطريق بين المحطتين نصف ساعة والموضوع ميكملش عشر دقائق"، يحاول أشرف - اسم مستعار - سائق أحد الباصات المخصصة للخدمة الجديدة، أن يلفظ أنفاسه بين الكتل الهائلة من البشر التي تنهال عليه كل دورة تحميل للركاب.
يبدو أن الجميع تضرر من قرار غلق محطة مترو المرج الجديدة، التخبط والعشوائية هما سيدا المشهد في تلك المنطقة الشعبية، فبداية من السائق الذي كان يترصد زبائنه أمام المحطة وينقلهم إلى المرج بجنيه ونصف، مرورًا بسائق الباصات التابعة للوزارة والمحصل التابع له، وحتى الركاب الذين يتكبدون عناء الوقت والأموال التي تهدر في مسافة لا تتعدى بضع أمتار الكل يحاول تمرير الوقت في السخرية على ما آل أليه حالهم، أو التذمر والبحث عن مخرج مؤقت من الأزمة.