رئيس التحرير
عصام كامل

الاشتراكيون الألمان يرفضون إقامة مخيمات للاجئين

فيتو

رفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، فكرة إقامة معسكرات "يُحتجز فيها اللاجؤون لأسابيع"، فيما أكدت المستشارة ميركل أن استمرارية الاتحاد الأوروبي باتت تتوقف على التعامل مع المهاجرين.

وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لارس كلينجبايل اليوم الأربعاء، في تصريحات تليفزيونية: "الحزب الاشتراكي الديمقراطي لن يكون مع إقامة مخيمات جماعية، حيث يُحتجز اللاجئون لأسابيع".

وتجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وأعرب كلينجبايل عن تفاؤله إزاء إمكانية توصل الائتلاف الحاكم إلى حل وسط في تشديد سياسة اللجوء، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة.

يُذكر أن المستشارة الألمانية وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، أنجيلا ميركل، توصلت أول أمس الإثنين لاتفاق مع وزير داخليتها وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر، ينص على إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي.

وتوافق الطرفان مساء أمس على أن يتم رد هؤلاء اللاجئين انطلاقًا من هذه المراكز إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها.

وذكر كلينجبايل أنه يتعين على زيهوفر أولًا التفاوض على اتفاقية بشأن اللاجئين مع النمسا، وقال: "إذا لم يكن هناك اتفاقية مع النمسا، فإن اتفاق التحالف المسيحي بالكامل سيكون معرضًا للفشل"، مشيرًا إلى أن المفاوضات مع النمسا ستكون صعبة.

وأضاف: "زيهوفر لم يخرج (من مفاوضات) الأسابيع الماضية قويا، إنه وزير منهك، وكان "في موقف تفاوضي ضعيف للغاية" بعدما هدد بالاستقالة من منصبه.

وذكرت المستشارة ميركل أن التعامل مع قضية الهجرة سيحدد استمرارية الاتحاد الأوروبي.

وأضافت ميركل اليوم الأربعاء، خلال جلسة نقاش في البرلمان الألماني (بوندستاج) حول موازنة عام 2018 أن القضية بحاجة إلى حلول مقبولة قانونيا وواقعية وتتسم بالتضافر.

وأوضحت ميركل: "يتعين تحقيق المزيد من الضبط في كافة أنواع الهجرة، حتى يصبح لدى المواطنين انطباع بسيادة القانون والنظام"، وذكرت أنه رغم تضارب المصالح تم الاتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عبر مناقشات طويلة على أن التعامل مع المهاجرين ليس مسألة تخص دول بعينها في أوروبا، بل "مهمة تخص الجميع".

وأشارت إلى تراجع عدد لاجئي القوارب الوافدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط بنسبة 95%، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة تعزيز حماية الحدود الخارجية الأوروبية.

وفي إشارة إلى خطط توسيع وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس"، قالت أنجيلا ميركل: "ألمانيا ستقوم بإسهامها في ذلك"، مضيفة أن مهمة "صوفيا" الأوروبية لمكافحة تهريب البشر عبر البحر المتوسط ساهمت في تعزيز خفر السواحل الليبي.

وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من المهاجرين ينطلقون من ليبيا للتوجه إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وفي إشارة على ما يبدو إلى منظمات الإغاثة التي تعمل على إنقاذ المهاجرين من البحر المتوسط.

وتابعت ميركل: "عندما يكون هناك الآن خفر سواحل ليبي بإمكانه التصرف على نحو أفضل باستمرار، فإنه يتعين في هذه الحالة الالتزام أيضا بالقانون الدولي"، مشيرة إلى أن هذا ينطبق على كل من يقوم بمهام في هذه المنطقة.

وجدير بالذكر أن منظمات الإغاثة النشطة في البحر المتوسط تواجه ضغوطًا متزايدة خلال أداء مهامها، كما تواجه قواربها صعوبات في العثور على موانئ أوروبية للرسو فيها.

ح.ز (د.ب.أ / أ.ف.ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية