رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أقدم صانع فئوس بقنا: «مشواري عمره 50 سنة والعمل بالنسبالي حياة» (صور)

فيتو

"يجلس على أعتاب منزله، مفترشًا الأرض، وبيده أدوات التصنيع الخاصة به، وعلى يمينه يضع كوبًا من الشاي، ليرتشف منه وهو يفكر في تصنيع الفؤوس التي تعد من أقدم الأدوات الزراعية أو كما يطلق عليه في قرى الصعيد "الطورية" وهي آلة يستخدمها المزارعون في حقولهم.


ويمر الجميع من أمامه ينظرون إلى هذا العجوز الذي وصل إلى سن 85 عامًا، وبدلًا من الاسترخاء والراحة، اختار أن يستكمل مهنة أجداده وآبائه، وقبيل هذا الأمر فهي مهنة الأنبياء والرسل كما يطلق عليها ومن بينهم "سيدنا إدريس عليه السلام فهو أول من زرع وحصد".

"فيتو" التقت مع حسين عبدالحميد محمد ابن مركز نقادة جنوب محافظة قنا، الذي يعد أقدم صانع للفؤوس بقري جنوب الصعيد.

من أجل الحياة
"الشغل ملوش سن".. بتلك الكلمات بدأ "عم حسين" حديثه لنا، حيث رفض الجلوس والاسترخاء وقرر العمل من أجل الحياة وليس من أجل لقمة العيش فقط، منوهًا إلى أن ابنائه جميعهم يمتهنوا وظائف مرموقة ولكنه فضل استكمال مشواره في تلك المهنة التي اختارها الله له منذ أكثر من 50 عامًا.

وأشار إلى أنه من تعود على العمل والجهد والمثابرة يصعب عليه أن يقف مكتوف الأيدي، وينتظر الموت أو يجلس للحديث عن سيرة الناس، ولذا فأنني فضلت الاستمرار في مهنتي ولم يعترض أبنائي على هذا الأمر.

وتابع، "أذهب إلى سوق الإثنين وهو أحد أشهر الأسواق في مدينة نقادة، ويأتي الزبائن للشراء كل حسب ما يحتاجه، ولا اقف للحديث مع الزبون على الأجر، ولا احبذ ظلم أي طرف منا، ودائمًا البيع يكون بالتراضي".

"بجمع الأدوات بنفسي"
وأكد عم "حسين" على أنه يقوم بتجميع الأدوات التي يستخدمها بنفسه في صناعة الفئوس، منوهًا إلى أن من أهم تلك الأدوات هي الاخشاب التي يتم الاستعانة بها من الأشجار بعد تقطيعها بمساعدة الأبناء، مؤكدًا أنه يجد صعوبة في بعض الأحيان في جمعها خاصة أنها تستغرق وقت في جلبها من المحافظات المجاورة.

وقت طويل
وتابع: "التصنيع ليس صعب ولا يستغرق مني وقت طويل، ولكن بالطبع يحتاج إلى هدوء لاستخراج أدوات صلبة وتتحمل خاصة أن الفؤوس تستخدم في الأرض للفلاحة ويجب أن يتم تصنيعها بشكل جيد حتى تتحمل".

ونوه عم "حسين" إلى أن الأدوات الزراعية القديمة لا يقبل عليها الكثير الآن عكس الماضي، فاليوم تم تصنيع الكثير من الآلات الزراعية الحديثة التي يستخدمها المزارع بعكس الماضي الذي كان يعتمد على كل الأدوات التقليدية بشكل كامل، ولكن تظل الفأس هي أحد أهم هذه الأدوات التي لا يستطيع المزارع وبخاصة في الصعيد أن يستغني عنها.
Advertisements
الجريدة الرسمية