ماهر خضير يكتب.. هل الأزهر في خطر؟
ألا خَـــلِّ عــنـكَ الــلَّـومَ فـالـخَطْبُ أَكْـبَـرُ * وهـــــذا أَوَانُ الـــعُــذْرِ، والـــحُــرُّ يَــعْــذرُ
وهــــذا أَوَانُ الــنَّـصـرِ إنْ كــنــتَ نــاصِـرًا * لِـمَـن بــات يَـحمِي الـدِّينَ دَهـرًا، ويَـنْصُرُ
هُـــو الأزهـــرُ الـمَـعمُورُ والـمَـجدُ مَـجـدُهُ * فـحـسبُكَ مِــن مَـجـدٍ، بــهِ الأرضُ تُـزهِـرُ
وحـسـبُكَ مِــن مَـجـدٍ، تَـجَـمَّعت الـدُّنـى * عــلـيـهِ، فــذَلُّــوا، وهْــــو بــالـعِـزِّ يَـظْـفَـرُ
فــلـو كـــان مَـولـى الـقَـومِ قَـومًـا أكـابـرًا * فــــمَـــولاهُ ربُّ الــــقَـــومِ، واللهُ أَكـــبـــرُ
بِــــأَيِّ مَــعـانـي الــمَـدح يُــمـدَحُ قَـــدْرُهُ * وكـــيـــف يُـــوَفَّـــى قَـــــدْرهُ، أو يُـــقَــدَّرُ
الأزهر الشريف عمره أكثر من ألف عام وضعت لبناته مع لبنات عاصمة مصر المحروسة ليكون لعقيدتها ولها بمثابة الجبال للأرض وفيه من صفات الجبال ففيه الشموخ والسكون والقوة المصحوبة بالحلم.
نعم أنه الأزهر أحد أهم القلاع الحصينة وله دوره الخاص في قوة مصر الناعمة لا يمكن تجاهله أبدا مهما حاول المرجفون فلقد حافظ طوال السنين على هوية مصر السنية المعتدلة واستطاع أن يقدم للثقافة والفكر العربي الإسلامي نماذج فريدة من نوعها جمعت بين التنوير والأصول أمثال الطهطاوي وشلتوت وجاد الحق والطنطاوي وغيرهم كثير.
ولكننا نرى بين الحين والآخر سهامًا مسمومة توجه إليه من قبل أعدائه تارة ومن قبل جهلة بمكانته وطبيعته تارة أخرى، عواصف تهب عليه بغرض اقتلاعه وإبعاده عن منهجه ووسطيته ولن يفلحوا.
وللأسف عانى الأزهر كثيرًا حينما تم إخراجه عن طبيعته وإقحام العلوم الأخرى وبشدة فيه يقول الأستاذ جويدة (فتم تحويله إلى جامعة عادية يتخرج منها الأطباء والمهندسون والصيادلة مع الخلط بين الدراسات الدينية والدراسات العلمية والنظرية وكانت النتيجة أننا خسرنا الأزهر المؤسسة الدينية العريقة وانضم خريجوه من الأطباء والمهندسين إلى قافلة الخريجين من الجامعات المصرية يحملون نفس الأمراض ويعانون نفس الظروف.. وكانت النتيجة تراجع الدور التعليمي والدعوي للأزهر كمؤسسة دينية).
كما تتحمل جماعة الإخوان جزءًا كبيرًا جدًا من إفساد التعليم الأزهري حينما تغلغلوا إلى نقابته وإلى مجالسه وسيطروا عليها وخلطوا بين الدين والسياسية وكانت انتخابات الاتحادات عندهم بمثابة قضية نصرة للدين وجهاد وكما يقول المحللون أهم مفصل سيطروا عليه هو كلية التربية التي من خلالها سيربون الأجيال والناشئة ولكن سبحان الله لا تجد من كوادرهم إلا قلة قليلة من الأزاهرة بالرغم من كل هذا الجهد وأغلبهم من الجامعات العامة من أطباء ومهندسين وصيادلة.
وبالرغم من كل ذلك فإننا على يقين أن الأزهر سيظل صامدا شامخا وسيسقط كل من أراد به سوءا من دعاة التغريب ومن دعاة الفتن والإثارة وأيضا على يقين إن شاء الله تعالى أن القادة الآن يسعون إلى إعادة الأزهر إلى مكانته الأصلية وكذلك تلك الجهود من فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر والتي ظهرت من خلال إعادة هيكلة المقررات الدراسية وإنشاء معاهد للدراسات الإسلامية فقط من المرحلة الثانوية وإنشاء المرصد العالمى كلها مبشرات أن الأزهر عائد أن شاء الله وبقوة.