حالة من الجدل حول زيارة وفد "النور" للأزهر.. "برهامى": "القص واللزق" هو سبب الخلاف.."الجندى": النور يحاول استقطاب الأزهر.."نصر": السلفيون أشبه بيهود "بنى قريظة"
أثارت زيارة وفد من حزب النور السلفي للأزهر حالة من الجدل، خاصة بعدما شهدت مؤسسة الأزهر في الفترة الأخيرة هجمة شرسة من قبل جماعة الإخوان المسلمين وعدد من الجماعات الإسلامية، وكانت الجماعة السلفية ممن تصدروا تلك الهجمات لكن الخلافات بينها وبين الحزب الحاكم الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، جعلهم ينحازون إلى جانب الأزهر حفظاً لماء الوجه، كما وصفها البعض، فلاقت زيارات النور العديد من ردود الأفعال مابين مؤيد لها وبين رافض، فيراها فريق من باب التصالح مع الأزهر في حين رآها الفريق الأخر استقطاب للأزهر ضد جماعة الإخوان.
ومن جانبه، أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، خلال لقائه بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ضمن وفد من حزب النور، أن سبب الأزمة سابقًا بين مؤسسة الأزهر الشريف والدعوة السلفية وكذلك بعض الشيوخ ما هو إلا محاولات من قبل بعض المغرضين الذين قاموا بتحريف تصريحاتنا، وبعوامل "القص واللزق" نسبوا إلينا أقوالا لم تصدر عنا وتسببوا فى أزمة مفتعلة لم يكن لها وجود.
وأضاف "برهامى" أن الأزهر صاحب المكانة العليا فى قلوبنا وقلب كل مسلم عربى يعرف مكانة تلك المنارة التى أنارت العالم أجمع بضياء الحق والمعرفة.
وعلى جانب آخر قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن زيارة وفد من حزب النور والدعوة السلفية للأزهر تثير علامات استفهام، مضيفًا أنه "مع ظهور الخلاف بين النور وجماعة الإخوان المسلمين قد تكون الزيارة بهدف استقطاب شيخ الأزهر إلى جانبهم".
وأضاف "الجندى" أن حزب النور لا يقدم على خطوة إلا إذا كان لها مدلول وعائد خاصة بعد التشكيل الوزارى الأخير الذى بدأ تعديلا شكليا فقط يقتصر على جماعة الإخوان"، وأراد بعدها حزب النور أن يظهر اعتراضًا على الحكومة ليبين للجميع أنه تحول لجبهة المعارضة".
فيما استنكر الشيخ محمد عبد الله نصر، المنسق العام لجبهة أزهريون مع الدولة المدنية، استقبال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لوفد حزب النور في المشيخة، مؤكداً أنها سقطة في تاريخ الأزهر لا يمكن للشارع المصري تجاوزها، لافتًا إلى أن الأزهر كان وسيظل منبر وقلعة الوسطية فكيف له استقبال وكر التشدد والتطرف.
وأضاف "نصر" أن حزب النور أشبه بيهود بني قريظة الذين لو وجدوا عرضًا مرضيًا من جماعة الإخوان المسلمين لما تراجعوا لحظة في أن يبيعوا الأزهر والثورة مقابل مصلحتهم، مشيرًا إلي أن تلك الزيارة تعتبر تنديسا للأزهر.
فى حين رأى عبد الغني هندي، منسق الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر، أنه لا تعارض مطلقًا على زيارة حزب النور السلفي أو غيره حتى من غير المسلمين لمؤسسة الأزهر الشريف.
وأشار "هندي" إلى أن المبدأ القائم عليه الأزهر ويقوده شيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب هو "حق التناصح والتشاور"، لافتًا إلى أن الجيمع الآن في حاجه إلي الاهتداء برأي الأزهر.
وعما يخشون من اجترار الأزهر لجانب الجبهة السلفية، أكد عبد الغني أن مؤسسة الأزهر العريقة هى الأقوي عقيدة ومرجعية، لافتًا إلي أن مؤسسة الأزهر لها طريقتها في التعامل مع العقائد المختلفة، فعلى سبيل المثال لا يصد الشيعة بل يفتح أبوابه لهم، حيث يواجههم بالحسنى والمشورة الطيبة.