معمرات يكافحن من أجل البقاء.. «فكرية» تبيع الفاكهة تحت لهيب الشمس الحارقة بطور سيناء.. «قدرية» تجمع الخردة لتكسب 40 جنيها فقط قوت يومها وتنفق على أحفادها.. و«فتحية» كانت
كتب لهن القدر أن يعشن أكثر من 100 عام، بعضهن حقق حلمه وعاش أيامه بكامل رونقها، والبعض الآخر كان يعاني في حياته، وتستعرض «فيتو» في التقرير التالي أبرز مواقف بعض السيدات المعمرات، وكيف يكسبن قوت يومهن.
من أيام الملك
السيدة "فكرية على" يتجاوز عمرها الـ100 عام، وتبيع الفاكهة تحت لهيب الشمس الحارقة في طور سيناء، أصبحت مثالًا لكفاح الأم المثالية والسيدة المصرية من أجل أبنائها، ونموذج يقتدي به، بعد أن تداول لها المواطنون صورًا على مواقع التواصل الاجتماعى.
فكرية قالت إنها جاءت من الفيوم لابنها الذي يعمل عاملا بمدرسة بطور سيناء، وأرادت أن تساعده فهو يحضر لها الفاكهة من مزارع وادى طور سيناء وتبيعها في الشارع، مؤكدة أنها لا تريد شيئا من الدنيا إلا الستر.
وأوضحت السيدة المسنة أنها كانت تعمل منذ صغرها في بيع الفاكهة فعندما توفي زوجها ترك لها 7 أبناء 5 بنات وولدين، وعملت من أجل تربيتهم وتزويجهم، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى يعينها على تحمل أشعة الشمس، وتستظل بمظلة صغيرة تطيح بها الرياح.
وأكدت أنها تزوجت في عهد الملك فاروق وتتذكر الرؤساء من جمال عبد الناصر حتى السيسي، مشيرة إلى أنها انتخبت الرئيس السيسي في الانتخابات الأخيرة ودائما تدعو لمصر والمصريين بالستر والأمن والأمان.
تأكل من عمل يديها
"سيدة عجوز" ضربت مثلًا في التضحية وأنه لا يوجد شيء يسمى المستحيل، فرغم أنها بلغت من العمر "المائة" عام، فإنها تعمل بكل نشاط.
تبدأ حياة "قدرية" العملية مع إشراقة شمس كل يوم تدبر احتياجات المنزل ثم تخرج لطريق "المحلة – طنطا" الزراعى تحمل على كتفها "كيس أسود كبير" تجمع فيه "كانز" المياه الغازية الفارغة التي يلقيها المارة وزجاجات البلاستيك وتسير على قدميها ما يقرب من 4 كيلو يوميا ذهابا وإيابا ثم تذهب لمنزلها مع غياب الشمس تنتظر تاجر الخردة ليشتري منها ما جمعته مقابل مبلغ لا يتخطى 40 جنيهًا.
وتوضح "قدرية" أنها تقيم بعزبة القصبى التابعة للوحدة المحلية لقرية بلقينا بمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، ولديها ولدان الأول خرج على المعاش منذ أيام والثاني يعمل حداد مسلح، وتعيش مع أحفادها لابنتها التي توفيت منذ 40 عامًا وتركت لها 4 أبناء تولت رعايتهم وتلبية احتياجاتهم وزوجت 3 من أحفادها.
وأشارت إلى أنها تخرج يوميا بعد الانتهاء من تدبير احتياجات منزلها لجمع فوارغ زجاجات المياه الغازية "الكانز"، وأنها تملأ 4 أجولة كل فترة ويأتي تاجر الخردة إلى بيتها للشراء، لافتة إلى أنها كانت في السابق تذهب إلى منطقة العلو لتبيع ماكانت تجمعه، ولكن بعدما تقدم بها السن أصبحت لا تقدر على الذهاب إلى هناك، ويأتي إليها التاجر لشراء ما جمعته ويتراوح سعر الجوال مابين 10 إلى 30 جنيهًا، وأنها تتقاضى معاش 400 جنيه شهريا، تنفق منه على المنزل.
أكبر سجينة معمرة
حكم عليها بالسجن 25 عامًا بعد إدانتها بقتل ابنها عام 2004، وظلت في السجن حتى عمر 103 أعوام، وقضت 13 عاما فقط من العقوبة، وكانت ضمن المفرج عنهم بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالإفراج عن 502 سجين.
"فتحية أبو حشيش" من مواليد محافظة سوهاج عام 1914 بمركز طما، وحرصت ابنتها وأحفادها على استقبالها بعد خروجها من السجن بالزغاريد، وأكدت أنها ستقضي آخر أيامها بين أبنائها وأحفادها، مشيرة إلى أنها كانت أكبر معمرة في السجن.