كأس العالم.. وخيبة أملنا في منتخبنا!
لم يتوقع مصري واحد المستوى الذي ظهر عليه أفراد المنتخب المصري لكرة القدم في بطولة كأس العالم، خاصة أننا شاهدنا وتابعنا الأداء المتواضع وعدم القدرة على تقديم ما كان ينتظره المصريون، وبخاصة الذين قاموا بمؤازرتهم في روسيا، وتحملوا مشقة السفر والوصول إلى المدرجات، ولم ينقطعوا عن الهتاف طوال سير المباريات التي تم خوضها، وخاصة أمام أوروجواي وروسيا، ولكنهم صدموا نتيجة الظهور غير المشرف للكرة المصرية..
ومن الطبيعي ألا يُستثنى أحد من المسئولية سواء الاتحاد المصري لكرة القدم بكافة أفراده أو الجهاز الفني أو اللاعبين، لأن الجميع قد خدعوا المصريين جميعًا، بأنهم قادرون على مواصلة المشوار في البطولة العالمية، التي اعتبروها مجرد مشاركة دون منافسة حقيقية لقلة الإمكانيات سواء الخاصة بالمهارات أو القدرة على معرفة المنافسين، وهذا في حد ذاته طامة كبرى..
ورغم أن المنتخب المصري يضم العديد من اللاعبين المحترفين فإن الأداء الذي ظهروا به كان أقل من مستواهم المعروف عنهم، مما يؤكد أن هناك أخطاء وقعت وبخاصة في مباراة روسيا الذي انهار فيه المنتخب المصري في دقائق معدودة، وهذا كان متوقعًا من خلال المستوى السيئ الذي شاهدناه..
المنتخبات القومية في دول العالم تدار بنظام مؤسسي بوجود إدارات قوية قادرة على النهوض بكافة الألعاب الرياضية وبخاصة كرة القدم التي لديها شعبية وتنال اهتمام الأغلبية من شعوب العالم لأنها تمثل سمعة دول والتمثيل المشرف يلفت أنظار الجميع بالاحترام الشديد..
لقد تعاملنا مع كأس العالم بسذاجة واستهانة وشاهدنا اللاعبين والجهاز الفني يقتحمون سوق الإعلانات ويهتمون بالتقاط الصور التذكارية مع عدد من الفنانين الذين حرصوا على التواجد لتشجيع المنتخب والمصالحة بين المتخاصمين من أعضاء اتحاد الكرة فكان أمرًا طبيعيًا أن نصل إلى ما وصلنا إليه من صور مزرية لا تتماشى مع الاستعداد الجيد والإصرار على الانتصار بدلًا من الهزائم ومغادرة البطولة في الدور الأول رغم تواضع المجموعة التي شارك فيها المنتخب..
من حق القيادة السياسية أن تفتح تحقيقًا موسعًا حول ما حدث والأخطاء التي وقعت وأن يحاسب الجميع دون أن يُستثنى أحد لأن ما حدث هو صورة مصغرة من الإدارة السيئة التي لا تملك مقومات النجاح مهما توفر لها كافة وسائل الدعم والمساندة.. يا سادة الكل من أفراد البعثة استفاد ماديًا من ملايين الجنيهات التي تم إنفاقها عليهم، بينما الشعب المصري كله أصيب بالحزن وخيبة الأمل وكان لسان حاله لا سامحكم الله جميعًا.