رحيل رجل دين مستنير
عرفته قبل نحو عقدين من الزمان خلال أنشطة منتدى حوار الثقافات الذي ترعاه الآتية القبطية الإنجيلية وأنشأته لتسهم في نشر ثقافة الحوار، ومعها قيم المواطنة والعيش المشترك والتسامح في المجتمع.. وكان نموذجا واضحا لرجل الدين المستنير الذي نحتاجه بشدة في ظل شيوع وانتشار التطرّف الدينى الذي خلق لنا وحوشا آدمية، تقتل وتخرب وتفجر وتدمر وتهدد تماسك مجتمعنا وتعوق تقدمه.
إنه العالم الجليل الشيخ "محمود عاشور" وكيل الأزهر الأسبق الذي فقدناه أمس.. عرفته رجل دين مستنيرا.. يحض دوما على التسامح وقيم العيش المشترك.. يبغض التطرّف الديني.. ويقدم لنا التعاليم الصحيحة للدين الإسلامى التي لا تنكر التنوع والاختلاف بين البشر وتحض على احترام الإنسان في كل زمان ومكان أيا كان لونه أو جنسه أو دينه.
لذلك حظى الراحل الشيخ محمود عاشور باحترام واسع كبير أينما حل، وعندما يتحدث كان ينصت له باهتمام.. رحمه الله رحمة واسعة.. وعوضنا عن فقده بمزيد من علماء الدين المستنيرين ليحمونا من المتطرفين دينيا الذين يبثون سمومهم في مجتمعنا باسم الدين، وينشرون ثقافة الكراهية والعنف ويصنعون لنا إرهابا وحشيا دفعنا الكثير من أرواح أبنائنا ونحن نخوض حربا شرسة معه لكى نحمى دولتنا الوطنية ووطننا الذي يتربصون به.