«هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمة»
انتهى مولد كأس العالم، وتأكدنا جميعا أن أمثالنا لا يعرفون الفرحة، وأن المنتخب والحكومة عيدوا علينا بالهم والغم والنكد بعدما استغلت الحكومة فرحة العيد وكأس العالم وضربت المصريين على رأسهم بقرار زيادة الأسعار، فانتظرنا المباريات كي تكون متنفسًا لنا لأننا مؤمنين بمقولة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق إن الشعب مبسوط وفرحان بزيادة الأسعار، لأن الزيادة تصب في مصلحة المواطن، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
انهزم المنتخب بل إن شئنا نقول "اتوكس" المنتخب المصري في كأس العالم وحصدنا الخزي والعار، وفقنا جميعا من حالة التنويم المغناطيسي، ومسك كل منا آلة حاسبة وأخذ يحسب من جديد هيدفع كام وهيقبض كام وهيجيب منين، والمصيبة هي التصريحات التي خرجت من النخبة أن الشعب لا بد أن يتحمل..
صدقوني يا عالم، الشعب طفح به الكيل من التحمل، فأنا أقر وأعترف أن هناك مشروعات عملاقة تمت وتتم على أرض الواقع، ومؤمن بشعارات التحمل والصبر لكن الحذر كله من الجوع، دعوني أستعير مقولة الصديق أحمد الشيخ في مقاله "مرة عليك ومرة عليا"، وأطبقها على الحكومة وأقول لها ليس من المنطق أن يدفع المصري ثمن صبره.
"هو كله ضرب ضرب مفيش شتيمة".
أكرر أننا جميعا نقف في صف الإصلاح ونعلم أن مصر تسير على الطريق الصحيح، لكن لا بد أن يكون هناك بدائل فليس من المنطق أن تحل مشكلات الحكومة وعجزها عن توفير موارد من جيب الشعب، أخذتم حقوقكم وتنفذون برامجكم وتحصلون على إشادة من المؤسسات الدولية ولا تنظرون إلى فئران التجارب التي أوشكت على الهلاك.
سيادة رئيس الوزراء:
أدعوك لأن تمسك ورقة وقلم وآلة حاسبة وتحاول حل المعادلة الصعبة التي نجد في طرفها الأول دخل المواطن وفي الطرف الآخر المطلوب منه، فهل تعلم يا دولة رئيس الوزراء أن المواطن المصري التعيس لا يستطيع أن يخرج للمتنزهات مرة في الأسبوع.. المواطن المصري يا دولة رئيس الوزراء لا يمتلك رفاهية تغيير سياراته رغم أن الموديلات الجديدة غزت الأسواق.. هل تعلم أنه عجز عن دفع القسط الشهري لشقته.. بسبب غلاء المعيشة.
دولة رئيس الوزراء:
كيف ستقابل الحكومة ربها وهناك مواطن فشل في شراء ملابس لأولاده ولم يستطع السفر للمصيف كما كان يفعل منذ سنوات، ماذا ستقولون له عن المواطن الذي تم حرمانه من دخول السينما في العيد بسبب ثمن التذكرة؟ ماذا ستفعل الحكومة للمواطن الذي تعطلت سيارته في الطريق ولم يجد إغاثة الطريق في انتظاره؟ كيف ستواجهون الواحد القهار بعد أن فشل في إلحاق ابنه في المدارس الحكومية بعد أن ارتفعت كثافة الفصول إلى 100 طالب في الفصل؟
دولة رئيس الوزراء:
الشعب خلاص زهق من الإعلاميين الذين ينصحون الشعب بالتبرع للمستشفيات والمعاهد والجمعيات الخيرية ومساعدة أطفال الشوارع وتلك الإعلانات التي جمعت من ورائها هذه المؤسسات الملايين بسببها دون رقابة.
دولة رئيس الوزراء:
لأننا شعب ابن نكتة وما يعجبهوش العجب، دعونا نتساءل هو البرلمان المحترم يعرف حاجة عن اللي بيجري ولا لسه السادة النواب في إجازة؟ فهل يصح ألا نسمع صوت نائب واحد يعزي الشعب المصري في حاله "معلهش يا أفندم بنحاول ننفس"، لأنه فاض بنا الكيل.