رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. سر تسمية فرانس كافكا بـ«السوداوي البائس»

فرانس كافكا
فرانس كافكا

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب التشيكي، «فرانس كافكا»، رائد الكتابة «الكابوسية»، وأحد أبرع أدباء اللغة الألمانية عبر عصورها المختلفة، في الروايات والقصص القصيرة.


ولد كافكا في 3 يوليو عام 1883، في مدينة «براغ»، والتي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، لعائلة ألمانية من الطبقة الوسطى، تعود لأصول يهودية أشكنازية.

أعماله
تعددت كتابات كافكا، كما تنوعت لتشمل معظم الألوان الأدبية، ووصفت بـ«الواقعية»، وكان أبرزها المجموعة القصصية الأولى له بعنوان «تأمل»، و«طبيب ريفي»، وقصص فردية مثل «المسخ»، «المحاكمة» و«القلعة»، و«أمريكا»، أو كما تدعي «الرجل الذي اختفى»، وجميع تلك الأعمال نشرت بعد وفاته على يد صديقه «ماكس برود»، والذي خالف رغبة كافكا بعدم نشر أي كتابات له.

السوداوي البائس
لازم كافكا لقب «السوداوي البائس»، وصارت كنيته حتى بعد وفاته، وترجع أسباب تلك التسمية، إلى عدة أسباب وهي:

1- عاش كافكا طفولة مضطربة، كون «هيرمان» والده رجل أعمال يُوصف باستبداده، وكان غير موافق على سلوك ابنه طريق الأدب والكتابة، مما جعل ابنه يكتب له رسالة طويلة بعنوان «رسالة لأب»، بث فيها كل مشاعره ومعاناته التي عاشها معه منذ طفولته.

2- كان لكافكا، خمسة أشقاء، هو أكبرهم، وهم جورج، وهاينريش، واللذان توفيا مبكرًا قبل أن يبلغ هو السابعة، بالإضافة أخواته الثلاث وهن، جابرييل «إلى»، فاليري «فالي»، أوتيلي «أوتلا».

وكانت أوتيلي «أوتلا»، الأخت المفضلة لدى فرانس، والتي اعتنت به قبل وفاته، لكن جميعهن توفين بعد ذلك في «الهولوكوست»، أثناء الحرب العالمية الثانية، عدا فالي، والتي تم ترحيلها عام 1942 إلى بولندا ولم يعرف مصيرها.

3- تضمنت قصصه أبطالا مختلفي الطباع والخصائص، يجدون أنفسهم وسط مآزق، حيث يجسد المواضيع النفسية في أعماله، مثل الغربة، والقلق الدائم والخوف، والشعور بالذنب، ومن أكثر أعماله شهرة في ذلك السياق هي «المسخ»، و«المحاكمة»، و«القلعة».

كما ظهر في الأدب الغربي، بعد ذلك مصطلح «الكافكاوية»، ليدلل إلى الكتابة الحديثة الممتلئة بالأحداث السوداوية، والمآسي.

4- عاش «كافكا»، حياة منعزلة تتسم بالوحدة، والسواد الطاغي على طياتها، وبالرغم من حبه لخطيبته التي تدعي «فيليبس»، إلا أنه فسخ خطبته بها مرتين.

غير إن المرحلة التي تحمل الكثير من التساؤلات هي، حبه للشابة المتزوجة «ميلينا»، والتي التقى بها في فيينا، عام 1919، ليخون خطيبته «فيليبس»، ويعيش مع «ميلينا»، قصة حب حقيقية، ويتبادلا الرسائل الغرامية، ليصف تلك الفترة بأنها أجمل أيام حياته، قبل أن تنقلب علاقتهما رأسا على عقب، وتسري وفقا لما يحتمه واقعهما سويا.

وفاته
مرض كافكا قبل وفاته بالسل الذي أودى بحياته إلى الموت وهو في سن الواحد والأربعين، في 3 يونيو عام 1924، بمصحة طبيب يدعى «هوفمان»، بالقرب من مدينة فيينا.

ويرجع البعض، السبب الرئيسي في وفاته هو الجوع، حيث إن المرض أصاب حنجرته مما جعل الأكل مؤلمًا له، وبسبب أنه لم يكن في ذلك الوقت حقنا للتغذية، فلم يجد وسيلة يستطيع أن يأكل من خلالها، حتى توفي.
الجريدة الرسمية