رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب الرعب الإسرائيلي من الحدود الشمالية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا تزال الحدود الشمالية مع سوريا تشكل سيناريوهات الرعب لدولة الاحتلال، وخاصة أن هناك مخاوف من أن يحاول حزب الله تغيير "قواعد اللعبة" على الحدود الشمالية للكيان الصهيوني، وهذه الخطوة تحديدًا تثير قلق كبير بين الأوساط الإسرائيلية.


وفي إسرائيل تجنبت الأوساط الأمنية بحسب تقارير إسرائيلة اليوم الإثنين، التعقيب على ما دار من حوار بين رئيس الأركان الإسرائيلي، جادي إيزنكوت ومضيفه الأمريكي رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جوزف دنفورد وهل لعب الأمريكيون دور الوسيط في نقل رسائل تحذيرية واضحة من إسرائيل إلى لبنان وبالعكس.

تغيير قوانين اللعبة
في هذا السياق، نقل موقع "واللا" الإخباري العبري، عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهم: "إن إسرائيل نقلت مؤخرا رسائل شديدة اللهجة رادعة إلى لبنان، مفادها أن إسرائيل لا تنوي على الإطلاق السماح بتغيير "قوانين اللعبة" في المجال الجوي للبنان وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل التصرف بحرية هناك من خلال سلاح الجو". وأشار ذات المسؤولين إلى أن دولة الاحتلال نقلت إلى لبنان رسالة تقول: "إنه في حال حاول حزب الله تغيير الوضع القائم في المجال الجوي وعلى الحدود بين البلدين فإن ذلك سيجر عواقب وخيمة".

اقتراب نهاية المعارك
وينبع قلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من واقع أنه مع اقتراب نهاية المعارك البرية والجوية الأساسية التي يخوضها الجيش النظامي السوري، قد يحاول حزب الله بدعم من إيران ومن آلاف المقاتلين الشيعة ومباركة السلطات السورية، محاولة تغيير الوضع القائم وذلك ضمن تطلعات الأسد لاحتلال مناطق الجنوب السوري وهضبة الجولان.

آلاف مقاتلي حزب الله
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفقا لما أورده موقع "واللا"، إلى أنه مع تراجع حجم المعارك في سوريا والسيطرة على مناطق حساسة، سيعيد حزب الله الآلاف من مقاتليه وضباطه إلى قواعدهم في لبنان.

في هذه الأثناء يكون حزب الله وفقا للتقديرات، قد استمد مزيدا من الثقة بالنفس في أعقاب الانتصارات على الفصائل الجهادية في سوريا علاوة على الخبرة القتالية الهائلة التي اكتسبها مقاتلو الحزب، مما قد يدفع قيادة الحزب إلى التفكير بأن إسرائيل ستخشى القيام بعمليات لإحباط مختلف التهديدات.

وكانت الأنباء الواردة من واشنطن ذكرت أن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جوزف دنفورد، استقبل مؤخرا رئيس أركان الجيش اللبناني جوزيف عون، قبل يومين من استقباله لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت في الولايات المتحدة. وجاء أن الجنرال دنفورد وضيفه اللبناني عون، ناقشا سويا التحديات الأمنية الإقليمية بما في ذلك أوجه التصدي لأي تصعيد للتوتر والعنف في المنطقة.

مخاطر الأنفاق
كما أن جيش الاحتلال بدأ يأخذ على محمل الجد مزاعم عدد من الإسرائيليين القاطنين على مقربة من الحدود مع لبنان، عن سماعهم أصوات أعمال حفر تحت منازلهم، وسط مخاوف متزايدة من أن منظمة حزب الله اللبنانية تحفر الأنفاق أسفل الحدود.

وقالت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، أنه على الرغم من أنه لا أدلة لدى الجيش الإسرائيلي بوجود أنفاق، إلا أنه أشار إلى أنه بدأ باستخدام وحدات وإجراءات جديدة، لم يتم استخدامها من قبل في المنطقة، حيث تم في الأشهر الأخيرة استثمار 30 مليون شيكل إسرائيلي (نحو 8.5 مليون دولار أمريكي) في وسائل تكنولوجية تهدف للكشف عن الأنفاق أسفل الحدود الشمالية.

وأشارت القناة إلى أن بعض هذه الإجراءات جاءت في ضوء توالي الشكاوى من السكان القريبين من الحدود عن أصوات يسمعونها أسفل المباني، لكنها قالت إنه لم يثبت وجود أدلة على أنفاق في الشمال بعد أعمال البحث التي قام بها الجيش، ومع ذلك فإن الجيش لا ينفي احتمال وجود أنفاق وتتواصل عمليات البحث في المنطقة.
الجريدة الرسمية