نجيب محفوظ: رأيت عبد الوهاب للمرة الأولى في ترام 33
في حوار أجراه الصحفي إبراهيم عبد العزيز مع الأديب العالمي نجيب محفوظ ونشرته مجلة نصف الدنيا عام 2004 قال نجيب محفوظ:
مرة كنت راجع من محطة رمسيس راكبا ترام 33 في طريقي إلى العباسية، فوجدت المطرب الشاب محمد عبد الوهاب طلع الترام وركب من محطة الزمالك، وكنا في الثلاثينيات.
قلت له مساء الخير يا أستاذ، فقال لي مساء النور.. ودمتم.
ولا أخذ عبد الوهاب باله مني نهائي، رأني مجرد مواطن ركب الترام.
أما المقابلة المباشرة فكانت عند صديقه الدكتور مصطفى محمود الذي كان يعزمنا عنده باستمرار ووسط أطايب الطعام كنت أستمع إلى العزف وخفة دم صديقي مصطفى محمود.
كنت أرى عبد الوهاب رجلا صامتا، بينما كان مصطفى محمود يعزف لنا على العود، وهو عازف جيد.
سألت عبد الوهاب يوما ما هي القيمة الأدبية لمصطفى محمود، فقال لي: إنه إنتاج أدبي جيد قبل ما يستشيخ، وقرأت له بعض كتبه وأعجبتني جدا لكن لا أتذكرها الآن، وقد ظهرت في أدبه بعض الدروشة، وكتابه عن القرآن لا يكتبه إلا أديب، وأديب شاطر كمان.