رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة: العشوائية وعدم تنفيذ القوانين سمة القطاع الداجن

فيتو

تواجه صناعة الثروة الداجنة فى مصر العديد من المعوقات والمشكلات التى تقف حائلا دون تقدمها، بالرغم من أنها صناعة واعدة لها حجم استثمارات تبلغ 25 مليار جنيه لحلقاتها كافة، كما أنها من الصناعات التى تستحوذ على عمالة تخطت 2 مليون عامل فى هذا القطاع، إلا أن العشوائية وعدم تنفيذ القوانين والتشريعات هما السمتان الغالبتان على هذا القطاع الحيوى، ومع قرب انطلاق المؤتمر العربى الأول لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالقاهرة يومى 22 و23 مايو الحالى، تحت شعار تفعيل المبادرات العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والذى ستمثل الثروة الداجنة إحدى القطاعات الهامة على جدول أعمال المؤتمر للمحاولة الوقوف على مشكلاتها وكيفية تطويرها، كان لـ"فيتو" هذا الحوار مع رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية الدكتور عبد العزيز السيد..

◄ ما هى الخصائص التى تجعل من الثروة الداجنة مشروعا هاما؟ 
- تعتبر صناعه الدواجن فى مصر من أهم الصناعات التى تساهم فى توفير البروتين الحيوانى رخيص الثمن، بخلاف اللحوم الحمراء غالية الثمن، وتتميز هذه الصناعه بخصائص، أهمها سرعه دوران رأس المال، لأن الدورة الإنتاجية للتسمين 45 يوما، بجانب عدم احتياجها لرقعة زراعية كبيرة، بجانب الكفاءة لنسبه التحويل الغذائى مقارنة بمختلف أنواع الحيوانات الأخرى، وهى من الصناعات الواعدة التى تستطيع أن تكون بها طفرات تحقق اكتفاء ذاتيا للوطن العربى بأثره، نظرا للخبرات التراكمية المتواجدة فى هذه الصناعة، وأيضا وفرة رأس المال البشرى فى مصر، فإذا اتحدت هذه الخبرات المصرية بالإضافة إلى الأراضى المتوفرة والصالحة للزراعة فى الدول العربية، وأيضا رأس المال المتوافر تكاملت المنظومة وتحقق الهدف.

◄ ما هو حجم الاستثمارات فى صناعة الدواجن فى مصر؟
- الاستثمارات فى هذه الصناعة تبلغ حوالى 25 مليار جنيه فى كل حلقاتها، والمتمثلة فى الأصول الجدود، الأمهات، تسمين، بياض، قطاع اللاحم، المفرخات، مصانع الأعلاف، المجازر، اللقاح"، وتستحوذ هذه الصناعة على نسبة كبيرة من العمالة تصل إلى ما يقرب من 2 مليون عامل، وحققت إنتاجية تصل إلى 2.2 مليون طائر يوميا فى التربية المنتظمة بخلاف التربية الغير منتظمة (تربية ريفية) 

◄ هل حققنا الاكتفاء الذاتى من الدواجن المحلية من قبل؟ 
- نعم أن صناعة الدواجن تعتبر صغيرة فى إحدى حلقاتها، وأخرى متناهية الصغر وأخرى متوسطة، وهى من الصناعات الهامة والاستراتيجية بمصر، فقد استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة بتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم البيضاء، قبل دخول أنفلونزا الطيور إلى مصر فى 17 فبراير 2006، بل تجاوزت ذلك، بأن قامت بالتصدير إلى كثير من الدول العربية المجاورة، رغم أن هذه الصناعة قامت على العشوائية ولم تمتد يد التطوير إليها، حتى بعد ظهور أنفلونزا الطيور، وهناك مشكلات كثيرة تواجهها وتعيق تقدمها، رغم أن هناك من الآليات التى تجعل مصر من أولى دول الشرق الأوسط فى هذه الصناعة.

◄ وما هى المشكلات التى تعيق تقدم تلك الصناعة؟ 
- هناك مشكلات تتعلق بعدم تكامل مراحل الإنتاج للدواجن مثل عدم توافر الأعلاف، والاعتماد على مستلزماتها خارجيا، وعدم توافر الأدوية واللقاحات الخاصة بالأمراض الوبائية والمتواجدة بمصر، إلى جانب الإهمال الواضح فى الرعاية البيطرية وعدم تكاملها، ومعامل التفريخ والمشاكل المتواجدة بها، مما ينعكس بالآثار السلبية على تعسر الصناعة وعدم الاستغلال الكامل لطاقاتها الإنتاجية. 

◄ هل هناك معوقات أخرى؟
- نعم مشاكل تتعلق بعملية التسويق مثل عدم توافر المجازر الآلية والنصف آلية بالقرب من المزارع، والمناطق كثيفة الإنتاج للدجاج اللاحم، وعدم توافر طاقات كبيرة من ثلاجات التخزين والتجميد، وعدم توافر منافذ للتسويق الجيد، وهناك مشاكل تتعلق بتكلفة الإنتاج والتى تندرج تحت بند اقتصاديات الصناعة والتى تنعكس على المنتج والمستهلك فى آن واحد وعلى رأسها تغيير سعر الصرف والفائدة والسياسات الاستيرادية وتأثيرها على الإنتاج المحلى.

◄ هل هناك تشريعات ساعدت من الحد من هذه المعوقات؟ 
- لا فالتشريعات الخاصة بالصناعة أصبحت معوق لها، وليست دافعة لتطويرها وتعضيضها مثل القانون رقم 70 لسنة 2009، قرار وزارى رقم 906 لسنة 2008، وقرار وزارى 1220 لسنة 2010 وذلك نظرا لعدم تطبيق تلك التشريعات والقرارات، إلى جانب العشوائية حيث أن الغالبية العظمى لهذه الصناعة تقع فى الوادى والدلتا، وهى غير منظمة، وتعتمد على النظام المفتوح، ولا تنطبق عليها الأبعاد الوقائية، ويعتبر 70% من هذه الصناعة حتى الآن عشوائية، وعدم توفير البنية التحتية اللازمة من مياه الشبكات والكهرباء والصرف لإحداث التطوير اللازم لتلك الصناعة.

◄ من وجهة نظرك كيف تساهم الدولة فى تطوير هذه الصناعة؟ 
- بعدة إصلاحات؛ منها أن يتم إعادة بناء السوق المحلية، على أسس علمية، وأن تقوم الدولة بتوفير المعلومات عن السوق ومؤسساته، وهيكلة الأسعار، وكذلك آليات العرض والطلب ودراسة الأسواق الخارجية سواء الاستيراد أو التصدير، إلى جانب الدراسات التسويقية الخاصة بالنوعية وجودة المنتج وابتكار منتجات جديدة لكى يتم إنعاش الطلب، وإعادة هيكلة الصناعة وتفعيل القوانين والقرارات المنظمة لها وتطوير الإطار التشريعى والتوقف عن بيع الطيور الحية مع تفعيل دور الجهات الرقابية، ووضع خطة للتطوير والتحديث قصيرة الأجل وطويلة الأجل، حسب متطلبات هذه الصناعة، مع التوسع فى زراعة مستلزمات الإنتاج محليا من ذرة صفراء وفول صويا.

◄ هل هناك إصلاحات أخرى تطالب بها؟ 
- نعم تفعيل الدور الرقابى، المتمثل فى مراقبة وجودة كل من الأعلاف والأدوية واللقاحات، ووضع مواصفات لها ومراقبة الواردات، وسن وتفعيل التشريعات اللازمة لذلك، وتيسير ومنح التراخيص، مع الاهتمام بالإشراف الطبى والبيطرى على صناعة الدواجن، وتعضيض الطبيب ومدة بالدورات التدريبية اللازمة لذلك، مع الاهتمام بضرورة توافر الأمصال واللقاحات اللازمة، سواء عن طريق القطاع الخاص أو المؤسسات الحكومية، مع ضرورة سن التشريعات الضرورية لمواجهة التلاعب فى هذه الأمصال واللقاحات والأدوية.
الجريدة الرسمية