رئيس التحرير
عصام كامل

حمدا لله على غباء الإخوان!


رغم أن ملايين المصريين انتفضوا في ٣٠ يونيو للتخلص من حكم الإخوان الفاشى والمستبد، إلا أنه كانت هناك فرصة أمام جماعة الإخوان لأن تنجو من المصير الذي تعيشه الآن.. فقد تم توجيه الدعوة للإخوان للمشاركة في اجتماع الثالث من يوليو الذي دعت إليه القيادة العامة للقوات المسلحة لوضع خارطة للمستقبل، غير أن سعد الكتاتني رئيس حزب الإخوان (الحرية والعدالة) الذي وجهت إليه الدعوة رفض المشاركة، وآثر هو وإخوانه مقاطعة الاجتماع، بحجة أن أي اجتماع يبحث المستقبل يجب أن يكون بدعوة من رئيس الجمهورية الشرعى من وجهـة نظرهم رغم انتفاضة الشعب المصرى ضده !..


وحتى بعد إعلان خارطة المستقبل التي تضمنت عزل مرسي وتعديل الدستور وانتخاب برلمان ورئيس جديدين، فقد تمت دعوة الإخوان للمشاركة في الحكومة الجديدة التي شكلها الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور وتولى رئاستها الدكتور حازم الببلاوي، وهو ما سوف أكشف تفاصيله في كتابي الجديد الذي تحت الإعداد الآن حول الفترة الانتقالية الثانية وعنوانه: ( ٣٣٥ يوما من حكم المستشار). 

غير أن من يتحكمون في أمور الجماعة رفضوا ذلك بتحريض من الأمريكان، مع أنه كان هناك قيادات داخل الجماعة شاركت في مشاورات مع الدولة في ذلك الأمر.. وحتى بعد ذلك تجددت الاتصالات غير المباشرة مع الإخوان عبر وسطاء من أجل فض اعتصام رابعة والنهضة سلميًّا، ودعت قيادات الجماعة باستمرار الاعتصام بتحريض أيضا من الأمريكان!

وهكذا بالغباء أهدر الإخوان أكثر من فرصة خلال الفترة ما بين يونيو وأغسطس عام ٢٠١٣ لإنقاذ أنفسهم وجماعتهم من هذا المصير السيئ الذي يعيشون فيه الآن.. والسؤال ماذا سيكون مصيرنا نحن إذا كان الإخوان تخلوا عن الغباء وأعملوا بعض الذكاء؟ ألم يكن الخطر الذي اكتوينا به وقتها وأدركناه سوف يظل يهددنا؟ لذلك نحمد الله أن كلا من الإخوان والأمريكان تصرفوا بغباء وقتها.
الجريدة الرسمية