في ذكرى الثورة
لا حديث للمصريين حاليا سوى ارتفاع الأسعار والصعوبات التي تواجه الكثير من المصريين، فالجميع يشتكي ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والملابس وتعريفة السيارات وكل شيء وأي شيء، وسط عدم قدرة الحكومة على السيطرة على الأسواق، وعدم قدرة الزيادة التي أقرتها على مرتبات الحكومة الوقوف في وجه غول الأسعار الكبير الذي يخرج لسانه للجميع، هذا هو الواقع الذي نعيشه حاليا.
لكن ما لا نعيشه ولو قدر الله واستمر حكم الإخوان، كانت قائمة الاعتراضات والغضب على الحكومة ستكون مختلفة تماما، الاعتراضات كانت ستكون برائحة الدم والتعذيب والإقصاء والتهميش والسحل والضرب والاستقواء، فقد عايشنا جميعا الفترة التي سبقت ثورة 30 يونيو، وشاهدنا جميعا ما فعله الإخوان بكل من يعترض على حكمهم، وعلى سياستهم الاقصائية، فكان يتم التشهير به على الملأ والهواء مباشرة، فالواقع كان سيكون سيئا جدا على أيديهم، كان سيتضاعف عنفهم وبطشهم بالمصريين، ومع كل يوم جديد لهم في الحكم كانت فكرة القضاء عليهم تتضائل، لكن الله سلم وأنقذت القوات المسلحة البلاد من فوضى وقتل ودماء وبارود.
ربما نشتكي جميعا أخطاء كثيرة في قطاعات مختلفة، وقطاع كبير من المصريين يرفضون قسوة الحكومة عليهم في زيادة الأسعار، لكن هذا داخل وطن له حدود وأبواب وهذه نعمة كبيرة، فالشكوى في وطن له حدود أفضل من الشكوى في أوطان الغير، اللهم أدم مصر علينا نعمة، وارزقنا بحكومة تشعر بالمواطن في ذكرى الثورة.