كواليس تنشر لأول مرة عن دور الإخوان في إنقاذ «أردوغان» من السقوط في انتخابات الرئاسة.. الجماعة تلاعبت بالمعارضة الإسلامية التركية.. التنظيم الدولي حشد أسلحته.. باحث: استقطبت أنصار عبد الله ك
رغم مرور نحو أسبوعين على انتخابات الرئاسة التركية، وإعادة تنصيب أردوغان رئيسا للجمهورية، إلا أن هناك كواليس لم تنشر عن دور جماعة الإخوان الإرهابية في المعركة الانتخابية، لإبقاء مخالبها حادة، استعدادا للعودة في أي وقت، من خلال دعم تمديد حكم حليفها التاريخي رجب أردوغان، في الانتخابات التركية.
خلية نحل
كشفت مصادر فيتو عن «خلية نحل» شكلتها جماعة الإخوان الإرهابية طوال المعركة الانتخابية، وجعلت من التنظيم الدولى رأس حربة للتحرك في كل الاتجاهات، لإنقاذ عرش أردوغان، الذي يواجه أشرس منافسة منذ صعوده لسدة الحكم؛ فأى رئيس إسلامى آخر كان يعنى أن حلم الخلافة، وإعادة الدولة العثمانية انتهى دون عودة، ومعه دون شك «الإخوان».
أدارت الإخوان المعركة الانتخابية على كل الجبهات، وكان أهم ما سعيت إليه تفريغ المعارضة العلمانية من مضمونها، وإبعادها بكل الوسائل عن طريق الإسلاميين، الذين تعالى عليهم أردوغان، في سيناريو مشابه لما حدث في مصر، بين الإخوان وحزب النور، إبان حكم محمد مرسي، فكانت النتيجة انقلاب النور على الجماعة والانسلاخ الكامل عنها، وإعلان العصيان عليها، والسير في طريق معادٍ لها.
ورغم سخرية الجماعة، على جميع قنواتها من ضعف تأثير حزب السعادة الإسلامي في تركيا، فإنها تنبهت إلى الثغرة الكبرى التي يشكلها الحزب، لذا حاولت استقطابه بكل الطرق، وبحسب مصادر «فيتو» كانت هناك عروض قُدمت للحزب للتحالف مع حزب أردوغان مقابل المشاركة في الحكم المستقبلي، إلا أن «السعادة» تمسك بوعده للأحزاب العلمانية، خصوصا أنه لم يكن مطمئنا للخطوة الفجائية للإخوان بالتقرب منه.
استهداف عبد الله كولن وأنصاره
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الجماعة فرغت تنظيمها الدولي من جميع مهامه، نظير نصرة الرئيس التركي والحشد له على جميع المستويات، وضرب كل الأوكار السياسية لـ«فتح الله كولن»، موضحا أن كل المؤشرات كانت تؤكد تحالف الرجل من تحت الستار مع الأحزاب العلمانية والأكراد، لإنهاء أسطورة أردوغان.
"ربيع" يؤكد أن الرئيس المتأخون كان قد تحول إلى وحش مخيف للجميع، بسيطرته على جميع مقاليد السلطة، وسعيه يوما بعد الآخر لأسلمة تركيا، وإبعادها تدريجيا عن ثقافة الحداثة الأوروبية، التي التصقت بها منذ عشرينيات القرن الماضي، على أيدى كمال الدين أتاتورك.
ويضيف: لم يكن أمام الإخوان بديل عن إدخال حزب السعادة إلى الحظيرة الإخوانية، لدق إسفين في بنية التحالف الرباعي، الذي دشنه حزب الشعب الجمهورى المعارض، وضم إليه الحزب الصالح، والحزب الديموقراطي، والسعادة.
فيما اعتبر طارق البشبيشي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، الانتخابات الرئاسية التركية كانت الفرصة الأخيرة لجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن المخاوف التي أحاطت بغموض حسم الانتخابات لصالح أردوغان، جعلت الإخوان في صراع مع الزمن، لترجيح كفة حليفها التاريخي بأى طريقة كانت؛ فإسقاط الرجل كان لا يعنى إلا تبخر الجماعة وإحالتها إلى أرشيف الزمن.
ويرى البشبيشى أن الدعاية الدينية رغم صعوبتها في الوقت الحالي، فإنها كانت الكارت الرابح دائما للإخوان في إنجاح جميع حملاتها الانتخابية بكل فروعها في العالم، موضحا أن ذلك فسر اشتغالها على ضم حزب السعادة التركي، لغلق الطريق أمام تحالف إسلامى موسع يقوده فتح الله كولن، لاستقطاب أنصار أردوغان وإزاحة الإسلاميين من كتلته التصويتية المضمونة منذ سنوات مضت.
"نقلا عن العدد الورقي"..