مصادر: «أبو مازن» رفض عرضا أمريكيا للقاء كوشنير في حضور عربي
رفضت السلطة الفلسطينية عرضًا أمريكيًّا لعقد لقاء جماعي يضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومستشار الرئيس الأمريكي صهره جاريد كوشنير، وقادة عدد من الدول العربية، للبحث في عملية السلام، نددت السلطة بمخطط استيطاني جديد جنوب مدينة القدس يهدف إلى عزل قرى وبلدات فلسطينية في المدينة المقدسة.
وكشفت مصادر دبلوماسية حسبما ذكرت صحيفة «الحياة» اللبنانية، أن فريق السلام الأمريكي قدم، خلال جولته الأخيرة في المنطقة، اقتراح عقد اللقاء الجماعي، وأن الرئيس عباس رفضه، واعتبره مناورة أمريكية لجرّ الفلسطينيين للانخراط في المشروع المسمى «صفقة القرن».
وأضافت أن عباس على علم بنية الأمريكيين، وهي جرّ الفلسطينيين للانخراط في «صفقة القرن»، من خلال الادعاء أن الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» لا يشمل القدس الشرقية، وأن رسم حدود المدينة رهن بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت المصادر: «يدرك الفلسطينيون جوهر المسعى الأمريكي، وهو حل سياسي وفق المواصفات الإسرائيلية، لذلك فإنهم يتحصّنون خلف موضوع القدس لإحراج الدول العربية ومنعها من الانخراط في هذه العملية السياسية».
وأردفت: «ما يقلق الفلسطينيين ليس فقط اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإنما المسعى الحقيقي للمشروع السياسي، وهو إقامة دولة فلسطينية في غزة وأجزاء من الضفة الغربية، بلا حدود ولا إزالة مستوطنات ولا عودة لاجئين»، وأن الهدف هو «إقامة علاقات إسرائيلية - عربية، بعد إيجاد حل للقضية الفلسطينية، لذلك لن يسمحوا لهذه الصفقة بأن تمر على حساب قضيتهم الوطنية».
على خط مواز، نددت وزارة الشئون الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان أمس، بشروع إسرائيل في توسيع مستوطنة «هار غيلو» وربطها بمستوطنة «غيلو» جنوب القدس، ما سيؤدي إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي قرية الولجة وعزلها عن محيطها الفلسطيني، والاستيلاء على الأحواض المائية في المنطقة.
وأوضحت أن هذا المخطط «يأتي في إطار توسيع حدود القدس جنوبًا نحو التجمع الاستيطاني غوش عتصيون، وعزل القرى والبلدات الفلسطينية جنوب القدس عن محيطها بهدف إيجاد غالبية يهودية فيما يسمى بالقدس الكبرى»، وأشارت إلى أن المخطط يتضمن إقامة أكثر من 300 وحدة استيطانية، وإنشاء خط للقطار الخفيف يربط مستوطنات شمال القدس بتلك الواقعة جنوبها.
وحمّلت الإدارة الأمريكية «المسئولية كاملة»، وقالت أن «الضجيج الذي تفتعله ومبعوثوها إلى المنطقة تحت شعار ما يسمى صفقة القرن، يوفر أفضل الفرص لليمين الحاكم في إسرائيل للإسراع والتمادي في تنفيذ برامجه الاستعمارية التوسعية»، ما «يهدد بإغلاق الباب نهائيًا أمام أي جهود لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، بفعل عمليات تعزيز غير مسبوقة للاستيطان، وتشبيك توسعي للمستوطنات والبؤر الاستيطانية بعضها بعضًا، وربطها بالعمق الإسرائيلي».