حاول شراء صمت السيسي واستنجد بأوباما.. تفاصيل ساعات مرسي الأخيرة
نشرت صحيفة مقربة من المخابرات القطرية، وناطقة باسم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، تقريرا حول الأيام الأخيرة قبل 30 يونيو، والصدام الحادث وقتها بين الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان من جهة أخرى، ووزير الدفاع حينها الفريق عبدالفتاح السيسي من جهة أخرى.
التقرير الذي اعتبرته صحيفة "عربى 21" منصفا لجماعة الإخوان، عن مصادر لم تسمها، حمل متنه من الأدلة ما يكفى لإثبات سعة صدر السيسي وطرحه حلولا بديلة على مرسي وقيادات الجماعة، لإخراج مصر من الأزمة السياسية الطاحنة التي شهدتها، علاوة على تأكيد ما تم تداوله في الكواليس، حول تهديدهم لوزير الدفاع بتحويل مصر إلى بحور دم، وهو الأمر الذي ألمح له السيسي في أحد خطاباته بقوله: «قالوا يا نحكمكم با نقتلكم».
وبحسب الصحيفة فإن التقرير حمل شهادات من شخصيات عملت مع مرسي إبان رئاسته للبلاد، حيث إن وزير الدفاع آنذاك كان يشعر بالقلق مما تتعرض له البلاد بسبب موجة الاحتجاجات الشعبية.
وطبقا للمصادر فإنه بعد الإنذار الذي أطلقه خلال الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء يوم 23 يونيو2013 بمنح مهلة أسبوع للقوى المتنازعة للتوصل لاتفاق يعيد الهدوء لمصر، اتصل رئيس حزب الحرية والعدالة- الذراع السياسية لجماعة الإخوان- محمد سعد الكتاتني مساء نفس اليوم بمكتب السيسي، وطلب لقاء الوزير بشكل عاجل، وبالفعل تحدد اللقاء بعد ساعتين من اتصال الكتاتني الذي اصطحب معه خيرت الشاطر للقاء السيسي بمقر وزارة الدفاع.
وأكد السيسي لهما، أنه لا يتحدث بدافع شخصى، بل يتحدث بلسان قيادات المجلس العسكري التي تدرك خطورة ما يحدث على استقرار الدولة، وترك لهما خيارين، الأول، تشكيل حكومة جديدة ليس بها أحد من الإخوان، على أن تتولى هذه الحكومة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والتعديلات الدستورية المطلوبة.
والخيار الثاني هو أن ينقل الرئيس صلاحياته لرئيس حكومة محل اتفاق من قوى المعارضة، وأن يجري استفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من عدمها، ويظل الرئيس طوال هذه الفترة بدون صلاحيات، وأن يكون من مهام الحكومة إجراء الانتخابات التشريعية وتعديل الدستور، ورفض الشاطر والكتاتنى هذه العروض وهددا بتصعيد الأوضاع.
وفى سياق التقرير الكاشف للساعات الأخيرة رغم ما تم زجه داخله من مزاعم لتشويه صورة ثورة 30 يونيو وخلط الأوراق، كشفت المصادر أن مرسي حاول شراء صمت السيسي، خلال لقاء بينهما وعرض عليه منحه رئاسة الحكومة –إغراء مقابل الصمت-.
وأكدت المصادر أنه خلال مهلة الـ72 ساعة التي منحها السيسي للقوي السياسية، والتي انتهت يوم 3 يوليو، فإن مرسي أجري اتصالا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وسأله عن الموقف الأمريكي، فقال أوباما لمرسي: "هذا زمن التنازلات الكبرى وعليك أن تأخذ خطوات للخلف"، وفي نفس الإطار أجرت السفيرة الأمريكية السابقة لدى مصر «آن باترسون» اتصالا بعصام الحداد مساعد المعزول للشئون الخارجية، وأخبرها بتفاصيل اجتماعه مع وزير الدفاع – ما يؤكد استنجاد الجماعة بأمريكا وتسريب أدق التفاصيل السرية إلى سفارة واشنطن.