عمرو هاشم ربيع: الركض وراء روشتة صندوق النقد أطاح بالعدالة الاجتماعية في مصر
- >> الدعاية السوداء للإعلام شوهت صورة التحركات الشعبية والانتفاضات
- >> بعض الشخصيات المحسوبة على ٣٠ يونيو صدرت للمواطن العادي أن ثورة يناير وراء أزمات البلاد
- >> قطاع كبير من المصريين كفر بأي تحرك شعبي حدث
- >> على المؤسسات السياسية وضع خطط وبرامج تحقق إصلاحًا سياسيًا جادا وفاعلا
5 سنوات مرت على انتفاضة ومسار ثوري أطاح بحكم الإخوان، معلنًا رفضه لطمس هوية المصرية، وشخصيتها التي امتصت حضارات عدة وأثرت فيها دون أن تتأثر، وبالرغم من مرور تلك الفترة إلا أن تبعات هذا الحراك لا تزال مثار جدل ودراسة من الجميع، تطورات المشهد وما أسفر عنه يقرأها الخبراء والمتخصصون كل وفقًا لرؤيته، وهو ما يحاول أن يوضحه الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في حوار لـ«فيتو» في إطار مبادرة "الصوت الآخر" التي تتبنانها الصحيفة من خلال تساؤل نطرحه ماذا تبقى من ٣٠ يونيو؟!
* ما الذي تبقى من أهداف ثورة ٣٠ يونيو في ذكراها الخامسة؟
أهداف ٣٠ يونيو جزء كبير منها لا يزال مستمرا من حيث الحرب على الإخوان ومحاسبتهم والمواجهة مع الإرهاب، وأيضًا السعي لوجود دولة مدنية، ولكن لا تزال هناك بعض المعوقات التي تحول دون أن تصبح مصر دولة مدنية بمفهومها الحقيقي.
* سياسيًا ماذا تبقى مما نادت به الجماهير المنتفضة في ٣٠ يونيو كأحد مسارات ثورة يناير؟
ثورة يناير تحرك شعبي ضخم، كانت الحرية أحد المطالب الأساسية التي نادت بها الجماهير، وانتفضت لأجلها أيضًا في٣٠ يونيو، وهو الأمر الذي يتعلق بمدنية الدولة من خلال تبني خطط تتجه نحو الإصلاح السياسي القائم على مبدأ ديمقراطية النظام، وتفعيل الدستور، ومكافحة الفساد، وحقوق الإنسان وإنعاش النظام الحزبي، والمجتمع المدني والإعلام، وإصلاح العلاقة مع السلطة القضائية، وذلك لضمان دور فاعل للأحزاب السياسية والمجتمع المدنى، وتحقيقًا لمبدأ الاستقلال الوطني، وهي في الأساس إصلاحات مجانية، إلا أنها تعثرت كثيرًا بل نتحدث الآن عن الترشح لمجلس النواب بالقائمة الفردية أو المطلقة، التي أطاحت تمامًا بالأحزاب، فلا حديث عن وجود تمثيل برلماني للأحزاب إلا في ظل نظام القائمة النسبية، وكذلك تضييق الخناق على المجتمع المدني من خلال لجنة تشكلت في معظمها من الجهات الأمنية مسئولة عن تأسيس الجمعيات الأهلية، وبالتالي على المؤسسات السياسية في الدولة أن تمارس مسئولياتها السياسية من خلال خطط وبرامج تحقق إصلاحًا سياسيًا جادا وفاعلا.
* ماذا عن شكل النخبة وما تبقى منها؟
هناك وجوه كثيرة انزوت وغابت عن المشهد بعد ٣٠ يونيو، وحل محلهم آخرون، ما تسبب في حالة من الاحتقان والغضب.
* لماذا كفر بعض المشاركين في المسار الثاني لثورة يناير واتخذوا موقفًا معارضًا لها ؟
ممارسات جماعة الإخوان العنيفة ما بعد ٣٠ يونيو، كرهت الشارع في أي تحرك شعبي بمن فيهم المشاركون في انتفاضة يونيو٢٠١٣، وكذلك الدعاية السوداء للإعلام، الذي لعب دورا في تشويه صورة التحركات الشعبية والانتفاضات ومن قاموا بها، فإذا كانت جماعة الإخوان شوهت الصورة على الأرض؛ فالإعلام مارس نفس المهنة ولكن من خلال الشاشات، يأتي الخطاب الذي تبنته بعض الشخصيات المحسوبة على ٣٠ يونيو وصدرت للمواطن العادي أن يناير كانت سببًا رئيسيًا في كل ما حل على البلاد من أزمات، وبالتالي قطاع كبير من المصريين كفر بأي تحرك شعبي حدث.
* هل تنصلت نخبة يناير عن مشاركتها في ٣٠ يونيو؟
لا، لم تتنصل ولكن نتيجة المناخ العام والتضييق على حرية الرأي والتعبير، وانتهاكات حقوق الإنسان، وإغلاق المجال العام، وغلق قنوات الاتصال بين النظام والنخب التي دعت ودعمت وشاركت في ٣٠ يونيو، كان سببًا رئيسيًا في خروجهم عن المشهد، وتآكل شعبيتها.
* ماذا تبقى من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تمنتها جماهير ٣٠ يونيو؟
المناخ الداخلي المصري أصبح أكثر إرباكًا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فركض وراء روشتة صندوق النقد الدولي، ورفع الدعم الجزئي، وزيادة أسعار الوقود والطاقة، أطاح بالعدالة الاجتماعية التي نادت بها الجماهير ولا تزال، وبالتالي فالأمر يحتاج إلى حزمة من الإجراءات الفاعلة والمؤثرة على الأرض وبشكل سريع منطقي ومدروس، لإحراز تقدم نحو تحقيق نوع من الاستقرار النسبي في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على وجه التحديد، يراعي البعد الاجتماعي.
الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"