«المضغة واللف والفرط».. بدائل المدخن المصري بعد ارتفاع أسعار السجائر
يبدو أن الزيادات المستمرة في أسعار السجائر ستغير نمط استهلاك المدخنين في مصر، وفيما قرر البعض الإقلاع عن التدخين توفيرا للنفقات، لجأ آخرون لشراء السجائر "الفرط"، فيما اتجهت شريحة أخرى لشراء التبغ وورق البفرة للف السجائر يدويا، كما لجأت شريحة المهمشين لشراء "المضغة" وهو نوع معين من التبغ يعمل المدخن على مضغه واستحلابه، وهو من أرخص أنواع الكيف وينتشر في الصعيد.
"يحيى م" صاحب كشك في منطقة الدقى يقول، إن الارتفاع المتكرر في أسعار السجائر دفع الكثير لشراء السجائر "الفرط"، والأمر أصبح عاديا ومتعارفا عليه وغير مستغرب سواء من البائعين أو المشترين فلم يعد حكرا على طلاب المدارس والعمال ولكن أصبح سلوك لكل الناس والطبقات التي تشترى سجائر، فكل أصحاب الأكشاك في المنطقة يعرفون ذلك وتجد عندهم علب سجائر مفتوحة من كل الأنواع سواء مستوردة أو مصرية لزبائن السجائر الفرط.
ويضيف رفعت العجمى صاحب كشك في منطقة المنيب، بعد ارتفاع أسعار السجائر تعودنا على بيع السجائر الفرط، وعاد الطلب من جديد على علب الدخان اللف وورق البفرة، "باكو الدخان بـ4 جنيهات ودفتر ورق بفرة بـ2 جنيه يمكنك من لف 10 أو 13 سيجارة وأغلب المقبلين على شراء الدخان وورق البفرة الآن من فئة الشباب.
وأضاف، بعض المدخنين عندما اكتشفوا وجود التبغ توقفوا عن شراء السجائر فرخص أسعاره مقارنة بأسعار السجائر يجعلهم يعتمدون عليه بشكل أساسى، حتى لو واجهتهم متاعب في كيفية لف السجائر، فالأمر أصبح سهلًا فهناك ماكينات لف سجائر تتراوح أسعارها من 40 إلى 150 جنيها حسب الحجم والجودة.
وتعد "المضغة" واحدة من أهم عادات المصريين في الصعيد رغم مرارتها الشديدة، لكن ما يميزها رخص سعرها فكمية بـ5 جنيهات تكفى يوم وأكثر، فهو نبات اسمه المضغة يشبه أوراق الشجر له لون بني، يتم وضع المضغة في "جراب"، وأكثر محافظات الصعيد استخداما للمضغة قنا والأقصر وأسوان، ويكثر استخدامها من قبل أهالي إسنا وإدفو، وكوم أمبو، ودراو بأسوان.
من جانبه قال أسامة سلامة رئيس رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة، إن زيادة أسعار السجائر بشكل مستمر، خلق نمط جديد من استهلاك السجائر الفرط، وأيضا أنعشت سوق المضغة في الصعيد وقد ينتقل ذلك لباقى أنحاء الجمهورية، وكذلك تزايد الإقبال على التبغ الذي يستخدم في السجائر اللف، معتبرا ذلك خطرا يواجه صناعة السجائر وسوف يؤثر بشكل كبير على المبيعات، وعلى حصيلة الضرائب التي تجنيها الدولة أي أن الأضرار ستكون على الجميع.
إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة التبغ باتحاد الصناعات المصرية، قال إن إقبال المدخنين على السجائر اللف والمضغة لا يزال ضعيفا للغاية، ولم يؤثر على صناعة السجائر بشكل يذكر وأن استخدام المضغة كبديل عن السجائر يحدث في بعض محافظات الصعيد وفي فترات سابقة.
يذكر أن الحكومة قررت رفع أسعار السجائر خلال شهر يوليو القادم، بواقع 75 قرشًا للعبوة، وتستهدف مصر زيادة الإيرادات من ضريبة السجائر والدخان بنحو 7 مليارات جنيه (395 مليون دولار) في السنة المالية 2017-2018.
وفي عام 2017 ارتفعت السجائر 3 مرات، بداية من شهر فبراير إلى يوليو، حيث رفعت شركة الشرقية للدخان أسعار سجائر "بوكس" 75 قرشا، و"ويست" 50 قرشا.
وفي مارس من نفس العام، أعلنت الشركة الشرقية للدخان، رفع أسعار بيع صنف سجائر "كليوباترا بوكس" الأحمر والأزرق 75 قرشا ليصبح سعرها 12.75 قرشا.
وفي يوليو أيضًا، أعلنت الشرقية للدخان، عن زيادة جديدة في أسعار صنفي "فايسروي لايت" و" فايسروي فلتر" من 17 جنيها إلى 18 جنيها.