مفاجأة الربيع العربى.. لقاء بين قيادي في إخوان تونس و«بن على»
التقى الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن على، في مقر إقامته في مدينة جدة السعودية، القيادي السابق في حركة «النهضة» -إخوان-، «صابر الحمروني».
ونقل موقع «حقائق أون لاين» التونسي عن «الحمروني»، أن «بن على» يعاني أوضاعا مادية صعبة، رغم أن «منظمة الشفافية العالمية» قدرت ثروة أسرته بـ13 مليار دولار منها 5 مليارات للرئيس التونسي الأسبق وحده.
وقال إن الرئيس الأسبق للبلاد، يعيش وضعا ماديا غير مستقر، مبينا أن دخله يأتي من صدقة تمنحها له حكومة المملكة العربية السعودية بعد أن امتنعت الدولة التونسية عن منحه جراية تقاعده (معاش التقاعد).
ونشر «الحمروني» وهو رئيس جمعية «بريق الحقوقية» صورا مع «بن على»، عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، ناقلا عن «بن على»، قوله: «إنه يرغب بالعودة إلى تونس والمثول أمام القضاء، لمحاكمته في القضايا التي يتهم فيها شرط أن تجرى محاكمته وفق معايير قضائية عادلة تحترم حقوق الإنسان ودون خلفيات سياسية».
وأضاف القيادي السابق في حركة «النهضة التونسية»، أنه التقى مع «بن على» بمقر إقامته في جدة في مناسبتين، وذلك في شهري يناير، وأبريل الماضيين.
وأكد أنه التقى «بن على» للاطمئنان على صحته بصفته ناشطا حقوقيا ورئيس جمعية تعنى بالمساجين السياسيين وبالعدالة الانتقالية، موضحا أنه سيلتقيه في مناسبة أخرى خلال الفترة المقبلة، دون أن يعلن عن موعدها.
وأقر «زين العابدين بن على»، الذي حكم تونس لمدة 23 سنة، بارتكاب أخطاء كثيرة، وأولها ارتكاب النظام الذي كان يترأسه جرائم تعذيب واستهداف شخصيات سياسية معارضة.
كما أقر بأن أصهاره أضروا بالبلاد في فترة حكمه، وتسببوا في الإطاحة بنظامه بتجاوزهم للقانون، وارتكاب مظالم ضد التونسيين، وفق قول «الحمروني».
وأضاف «الحمروني»: «بن على أعلمني أنه أخطأ سنة 2011، أيام اندلاع الثورة التونسية، بعدم مصارحة الشعب التونسي منذ الخطاب الأول بما ارتكبه أصهاره، وتمنى لو أنه قد صارح الشعب التونسي منذ خطابه الأول وليس في خطابه الثالث».
كما نقل «الحمروني» عن «بن على»، قوله: إنه يعتبر نفسه قد تعرض لما وصفه بـ«انقلاب سياسي» أعدته أطراف متداخلة ومنها شخصيات كانت مقربة منه، معربا عن استغرابه من مواقف الأشخاص الذين كانوا مقربين منه ومحيطين به، وأصبحوا يتظاهرون بأنهم كانوا من أشرس المعارضين لحكمه.
وبين «الحمروني» قيامه بإجراءات عديدة منذ 2013 و2014 للقاء «بن على»، وأرسل عدة مراسلات إلى السفارة التونسية بالسعودية، وإلى منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الرئاسة التونسية كانت على علم باللقاءين مع «بن على» قبل إجرائهما.
وأثارت الصور التي نشرها «الحمروني» جدلا في تونس، حيث أكد «منير بن صالحة» محامي «بن على» حدوث اللقاء، الذي وصفه بأنه «بادرة طيبة كانت بطلب من الحمروني»، مشيرا إلى أن «بن على» استضاف في وقت سابق عددا كبيرا من السياسيين والحقوقيين التونسيين، كما رفض مقابلة بعضهم «لأنهم ليسوا محل ثقة».
وهاجم بعض الناشطين «الحمروني» الذي اتهموه بـ«التطبيع» مع الرئيس الأسبق المتهم بقتل وتعذيب عدد كبير من التونسيين.
ويقيم «بن على» حاليا في السعودية بعد مغادرته البلاد في منتصف يناير 2011 بضغط من الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكمه، ويواجه أحكاما عدة بالسجن بلغت حتى الآن 4 أحكام بالسجن المؤبد، فضلا عن 197 سنة سجنا، يضاف لها غرامة مالية بقية 213 مليون دينار تونسي (85 مليون دولار).